منذ تكوين الدول في العالم والحروب والصراعات تنهال على بني آدم من كل صوب، دون رحمة ودون قانون يردع هذه الجرائم، الجميع يريد المال ويريد التسلط ويريد الاحتلال والاستعمار، لقد عانت الدول العربية والإسلامية الويلات بسبب الأعداء والمستعمرين، وهكذا أيضاً عانت فلسطين المحتلة والأقصى والقدس وكل بقعة عربية وإسلامية من مطامع الغرب وأمريكا والحلفاء المتصهينين، لقد تطورت أدوات التدمير والخراب وانقسمت الحروب إلى أنواع متعددة، فمنها تهدف إلى الهيمنة ومنها للسرقة ونهب الخيرات ومنها إلى فرض الثقافات والمعتقدات.
النتيجة هي واحدة عالم مليئ بالقتل والإجرام والظلم، عالم يستخدم الأساليب والأدوات للترهيب وللإرهاب، عالم تحكمه الأيادي الظالمة والسفاحة، للأسف هكذا أصبحنا بعد ظهور الاستعمار وخاصة بعد ظهور الاحتلال الصهيوني الاكثر إجراماً وسفكاً للدماء،
أميركا استعملت الأسلحة النووية في أواخر الحرب العالمية الثانية ودمرت وقتلت الآلاف وشوهت أجسادهم دون رحمة، ليأتي الكيان الصهيوني ويكمل هذه السلسلة الإجرامية في فلسطين والدول العربية، كلما نشبت الحرب في مكان من العالم، حلّ معها الدمار والخراب، تبدأ الحرب والشيطان يفتح باب الجحيم.
الحرب تنتج الشقاء الاجتماعي وتغرق الناس في البؤس وتفقد التوازن والتضامن وتنهي التعاون، وتضع القوة في معاصم البعض القليل على حساب الكثرة، وهذا ما يفقد السلام سبله، ويدخل الكل إلى ساحات الصراع الذي يدفع إلى الحرب بما أن السلام هو الذي يمنح المجتمعات استقراراً اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً. السلام يرسّخ قيم التسامح والحوار والتعايش في تحقيق الأمن والأمان والاستقرار لجميع شعوب العالم.
هل يمكن لنا أن ننجز فكراً جديداً يقود عوالم الحياة للاعتراف بشكل أو بآخر بإنسانية الإنسان؟ هل يمكن أن يكون العالم بلا خوف ولا إرهاب، لا حرب فيه ولا اكتئاب؟ هل يمكن أن يكون هناك عالم يسيطر فيه الأمن والسلام؟ هل يمكن أن يخلو العالم من الحروب؟ عالم يقوم على تعاون الأمم والشعوب، عالم يعم فيه السلام.. دعونا نخلق لنا عالماً مسالماً ولو كان على الورق إذا لم يكن ممكناً على أرض الواقع.
الحرب تأكل من يشترك فيها من الرجال والنساء والأطفال وأحيانا يكون ضحاياها بالمئات والآلاف، مأساة الحرب تكمن في أنها تستخدم أفضل ما في الإنسان لإحداث أسوأ ما يصيب الإنسان، وأسوأ ما في الحروب أن الكلمات فيها تفقد معانيها وعندما تفقد الكلمات معانيها تفقد الناس حرياتها، ويعم الاستبداد، وتنتشر قوة السلاح للفتك بالضعفاء، والنساء والأطفال والشيوخ.