موقع المغرب العربي الإخباري :
الموقف الذي تبناه الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” في استعداد بلاده وجاهزية جيشه للدخول الى غزة وان ما منعه من هذا الفعل هو عدم موافقة مصر لدخول لجيش الجزائر الى غزة، حيث قال: (لن نتخلى عن فلسطين بصفة عامة ولا عن غزة بصفة خاصة “مضيفا “؛ أقسم لكم بالله لو أنهم ساعدونا وفتحوا الحدود بين مصر وغزة، فهناك ما يمكننا القيام به).
اول موقف عربي شجاع و صريح ومباشر ومن اعلى سلطة في هرم الدولة الجزائرية حيث يعلن جاهزيته لدخول غزة ومناصرة ابنائها ضد الكيان المحتل، هذا الموقف الذي تبناه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يوم ١٨/٨/٢٠٢٤ اثناء خطاب له في اطار حملته الانتخابية في مدينة قسطنطينية يعتبر “التجييش” الحقيقي لمناصرة غزة وهو بلا ادنى شك موقف عربي كبير من دولة لسنا بصدد امتحان عروبتها او مناصرتها للقضية الفلسطينية ورب مشكك سيشكك بموقف الجزائر ورئيسها العربي لأسباب تتعلق بسياسة بلده فأننا نعتقد ان موقف الرئيس الجزائري له اكثر من “مدلول” في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الشعب العربي البطل في غزة واهم محورين نتوقف عندهما هما:
اولا: احراج المطبعين والمتقاعسين والمتخاذلين من عرب الجنسية قادة التطبيع امام شعوبهم وسحب البساط من تحت اقدامهم وتفنيد حجتهم في تخاذلهم لنصرة ابطال غزة وشعبها الابي.
ad
اما المحور الثاني: اعتقد انه يشكل ضغط نفسي وسياسي على الكيان المحتل والذي سيفهم منه ان خطاب الرئيس “تبون” ربما يكون الشرارة الاولى التي ستحرق اسرائيل وان الشعب العربي و قادة الجيوش العربية خاصة في دول المواجه سوف يعطيهم هذا التصريح دافع لعصيان حكامهم والتحرك نحو غزة لمناصرتها وطرد جيش الاحتلال والتوقع الاخير اشد خطر على الكيان المحتل لأنه يعلم ان ما يمسك الجيوش العربية عن اداء واجباتها اتجاه غزة هو صمت قادة العرب والتعتيم الاعلامي والتشكيك في الدوافع النبيلة لطوفان الاقصى ، اضافة الى الحصار الامني الذي هو القيد الحديدي الذي سيكسر بأذن الله بعد صمود ابطال غزة وتخلخل الموقف الامريكي الصهيوني وربما خطاب “تبون ” سيجد صداه في النفس العربية الثائرة ، لأننا نعلم اولا واخيرا ان الجيوش العربية تمتلك عقيدة طرد المحتل من ارض فلسطين من النهر الى البحر ولولا خيانات بعض الانظمة لكانت فلسطين قد تحررت منذ حرب ١٩٤٨ …، اما موقف مصر الان بعد تصريح الرئيس الجزائري سيبقى مدافع عن موقفه الذي اتخذته القيادة السياسية في مصر وهذا ما جاء على لسان الرئيس المصري منذ ان بدء طوفان الاقصى وهو يخاطب شعبه ( انا لن اضيعكم ) …. ، لقد ضيعتمونا وضيعتم قضيتنا سيادة الرئيس ، فلا توجد لحظة نحن اضعف من تلك اللحظات التي نشاهد من خلالها اخواننا في غزة يقتلون وتفتت اشلائهم وهل تعتقد بعد ذلك اننا ثابتون ؟ والاجدر بكم وبكل حكامنا ان يتخذوا موقف الرئيس الجزائري ويعلنوا جاهزية جيوشهم لخوض الحرب مالم يتوقف هذا الكيان من ابادة شعبنا في غزة ، والا فأننا قد نكون في انتهاك للهيبة العربية التي فقدناها ونحن نتخاذل ونخذل شعبنا هناك.
علينا مناصرة الرئيس “تبون ” ونعد الخطى لأمرين مهمين النصر او الشهادة والا فأننا سنفقدهما معا .
لقد انتظر من انتظر محادثات او مفاوضات قطر وقد تبين انها انفاس يتنفس منها الكيان المحتل ورئيس وزرائه لكي يتمكن من العبث بأمن وامان الفلسطينيين وتعطي له المبررات التي تجعله يمضي قدما نحو هدفه في استئصال عرب غزة ، (خَسَأَ ) فانه ومع من يناصره من حكام التطبيع لن يتمكنوا من زعزعت اهل غزة عن مبادئهم او زرع الخوف في قلوبهم فانهم لا يمتلكون قلوبنا ولكنهم يمتلكون قلوب ربط الله عليها فأنساها بفضله خصلة الخوف والجبن التي يمتلكها بعض حكامنا فتلاشت عندهم غفلة الحياة وتمسكوا بهدي ايمانهم ورفعة ما يصبون اليه فهم يمتلكون الارادة وتحملهم اقدامهم لسبيل الشهادة والنصر معا ، ولن يتوقف زحفهم بأذن الله الا بتحرير ارضهم من النهر الى البحر بعقيدة ثابته وهمة لن تلين .
والان نحن جميعا امام امتحان صعب فهنيا لمن يجتازه برضا الله سبحانه وتعالى ، امام امرين احدهما الرفعة والعز والثاني الخذلان والهوان ، واما الامر الاول فعلينا ان نناصر رئيس الجزائر وان نقف معه لكي تصل طلائع جيشه في غزة ونحن متأكدين ان جيشا سيصل من كل الدول العربية والاسلامية منطلقتا من شرق الارض وغربها مناصرتا له واقفتا بوجه الطغيان مناديه “لبيك اللهم لبيك ” فتسير متجهتا لنصرة غزة ، … هل اتكلم عن خرافة ام انه حلم عربي قد يتحقق وهو الامل المنشود من العرب ،ولكني اعتقد ان طوفان غزة سيوصلنا نحو زحف العرب نحو غزة واظنه يوم غير بعيد بأذن الله العزيز الحكيم .
(فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِهِمْ ۚ قُلْ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ) يونس (102)
والله المستعان
كاتب وباحث عراقي
انسخ الرابط :
Copied