((عاشوراء)) .. امتدت هذه الذكرى عبر التاريخ وارتبطت بالواقع من خلال خروج الإمام الحسين عليه السلام في وجه الطغاة والظالمين وخروج مجاهدي عصرنا في وجه قوى الظلم والاستكبار أمريكا واسرائيل وأذنابها متمثلة بداعش ..
المجاهدون والشباب توجهوا نحو ميدان الجهاد والشهادة وقارعوا الباطل لإبقاء عجلة الإسلام في المسار الصحيح مستنيرين من ثورة الحسين سائرين على نهجه .. فمن مدرسته آمنوا بوجوب التحرك لنصرة المستضعفين ومواجهة قوى العدوان من داعش وأمريكا واسرائيل، وكأنهم يشيرون إلى ترابط بين مظلومية الحسين وما تتعرض له الشعوب المظلومة في سوريا ولبنان واليمن والعراق منذ عدة سنوات .. فضحوا في سبيل الدفاع عن دين الله وعن الحق وعن الإنسانية ودحضوا الظلم والطغاة والمستكبرين رافضين الذل والخنوع ومشروع الهيمنة الامريكية الاسرائيلية على المنطقة .. وما زالوا إلى يومنا هذا يواصلون صمودهم وتضحياتهم وفدائهم لمواجهة أعداء الإنسانية وأعداء الدين والأرض والعرض ..
وما أعطى ثورة الحسين عليه السلام قيمة ومعنى محببا في نفوس الشباب هو قلة الناصرين وكثرة الأعداء فالحسين عليه السلام ثار مصلحاً في وجه كل الذين انحرفوا بالدين وقيمه النبيلة .. والثائر المظلوم الذي يفقد الناصر يؤثر في القلوب أكثر من الثائر الذي يجد العون من كل الجهات، ولهذا فشلت ثورات الربيع العربي لأنها كانت تستمد وتستعين بكل قوى الهيمنة و الظلم والاستكبار وهو ما نفّر منها النفوس بل حول من دعاتها وقادتها عملاء لا ثواراً..
ومن هنا نؤكد أن ذكرى عاشوراء مثلت مرحلة مهمة في تاريخ الأمة الإسلامية وفي تاريخ نشأة الشباب الثائر على طريق الحق ضد الظلم والطغيان ..