موقع المغرب العربي الإخباري :
لم يكن يوم 8/9/2024 يوما عاديا في معبر العروبة بين الاردن وفلسطين المحتلة، لقد كان هناك بطلاً يترصد الاقدار لكي يكتب على هذا المعبر اية الوفاء والشكر والعرفان والثأر والايثار لأطفال غزة اولا ومن ثم شيوخها ونسائها وليسجل للتاريخ “هناك” ادانة لجبن وتخاذل بعض حكامنا وليخبرنا ان دمه وحياته ليست هي الا نذر لغزة ولهؤلاء الشجعان وسوف يَسال ويُسأل: كيف تقدم ولمن قتل ومن اجل من قدم نفسه فداء؟
لقد تعلمنا من الشهيد “ماهر ذياب حسين الجازي” ان للشهادة طعم وللعروبة نداء فتسارعت خطاه نحو عروبته ودينه وابناء جلدته فهو يعلم ان الدنيا بهذا الذل ليست غايته وان الشهادة من اجل نصرة غزة هي مبتغاه وان كل ما يترتب على ما يقدم عليه ليس الا صرخة في واد العروبة الذي تجمدت بداخلة كل نخوةٍ ونصرةٍ لغزة واهلها فأصبحت وامست تلك العروبة مقيدة بأصفاد حاكم او بخذلان محكوم خاضع لإرادة سيدٍ، او سوط متجبر او ربما تَغيبٌ للعقلِ فنسى وتناسى بعض العرب حاله حتى انه يجهل معنى عروبته.
شهيدنا “الجازي” الذي قدم نفسه ولم يفكر الا بنصرة اهله في غزة وشمال الضفة فارتقت روحه لتكون ادانة وفخر، عزاء وفرح كابوس وحلم شهادة ونصرة فهي أدانة لكل من تخاذل وفخر لكل من نصر غزة واهلها وعزاء للكيان المحتل فها هو رئيس وزراء تل ابيت يقول “انه يوم عصيب”، وهو يوم فرح لأهل الشهيد وبناته الثلاث وولده فكم ستذكر سيرته وكم سيكون ابنه فخور بابيه وبناته الثلاث سيسعدن بنخوة ابيهن.
ربما سيدان هذا البطل وربما يطلق على اسمه صفة الارهابي وربما سيضيق على اهله وربما ستكون منابر تدين شجاعته، الا اننا يجب ان ندرك حقيقة واحدة الا وهي ان العدو الصهيوني منذ اكثر من سبعين سنة يقتل ويهجر ويسجن الشجعان من ابناء فلسطين ومع كل جريمة يرتكبها يجد له مبرر على فعلته وهو يعلم انه لن يدان ولن يتعب حاله في ايجاد تبرير لفعلته، وها هو يتفنن في قتل ابناء غزة منذ ما يقارب العام والعرب في صمت وبعض الحكام يقدمون له الدعم واغلب سياسات العرب تتجه نحو الصمت والصمت يجعل صداه يتكسر في نفوس العرب ليكون ميزان وطنية بعض حكامنا في بئر اغلقت ابوابه.
نعم “ماهر الجازي “شهيد بأذن الله ، فهو قتل من يقتل ابناء غزة وهم يحملون سلاحهم وصفتهم العسكرية ولم يقتل طفل او يفجر في مستشفى او يستبيح دماء ابرياء عند بزوغ الفجر في في بدايات النهار ، انه قتل جنود من الجيش الصهيوني يوجه بندقيته نحو ابناء بلده ، فأصبحت يداه تحمل سلاحه لا بطراً ولا تراجع بل هو ثائراً من اجل صرخات اطفال، ألم نرى مجاز تنقل الينا على الهواء ودماء تسيل وبيوت تهدم وصرخات من تحت الركام فكم من عائلة أبيدت وكم من طفل اصبح يتيم وكم من ام ثكلت وكم من شيخ قطعت اوصاله او انتزعت روحه من بين انفاسه وكم من جائع نام يحلم برغيف خبز…؟
كل هذا ونحن ننتظر عطف بايدن وتصريح هاريس وكذب ترامب وعنجهية ووحشية نتنياهو، واذا ما اقدم بطل للثأر من بني صهيون اصبح ارهابيا ونسمع الادانة من ابناء جلدتنا فتزداد قبضة بعض حكامنا وتكبر مساحات السجون لترمى بها همم الرجال وتجرد عند بابها كرامة العروبة فتنسلخ عند كل جلاد سمة العروبة من اجل ان يحافظ حاكم هنا او هناك على كرسيه ولتذهب غزة الى حيث،
من اجل هذا فان مؤشرات الثأر لدى العرب اصبحت تزلزل اركان بعض حكامهم ورغم التعتيم الاعلامي او تشويه صورة ابطال غزة او تبرير لصمت بعض الحكام فأننا نلاحظ ان الشعب العربي يغلي ويتأهب لنصرة اهلنا في غزة وشمال الضفة وان الضغوط والتهديدات لبعض الحكام اصبحت لا تجدي ولا تنفع فان العربي سيثور ويحطم القيود ويكسر ابواب السجون ليسترجع كرامته ونخوته وسيؤازر ابناء غزة ويهب لنصرتهم عاجلا ام اجلا برغم كل المحددات والمبررات التي تحول دون ذلك.
لقد اصبحت اهداف العدو في انهاء المقاومة الفلسطينية كضرب من الخيال واصبح السؤال يوجه الى نتنياهو ماذا حققت من اهداف ومتى تتخلص من حماس واين وجهتك ولماذا الاستمرار بهذه الحرب والى اين فلا غزة سلمت ابطالها ولا مقاومة انتهت اركانها، والمهم السؤال اليوم ماذا حقق نتنياهو وبماذا يبرر عدوانه والى اين يتجه؟
الرحمة والخلود لروح ثأرت واستجابت لنداء ابناء غزة والفخر لأبناء فقدوا ابوهم من اجل عروبتهم ودينهم.
الله المستعان
كاتب وباحث عرا قي
انسخ الرابط :
Copied