أعدمت قوات الاحتلال الفرنسي المناضل التونسي محمد الدغباجي سنة 1924 في ساحة بوسط مدينة الحامة امام اهله بغاية إرعابهم وزرع الخوف في قلوبهم، كان الدغباجي منذ الصغر يستشعر حقدا خاصّا ضدّ الدخيل الجاثم على بلاده، شأنه شأن الكثيرين من أبناء الجنوب، وسائر أبناء تونس، الذين أبو دوما أن يرضخوا للحكم المركزي المجسّم في المظالم، فرفضوا التجنيد في الجيش المستعمر، وثاروا وتمردوا.
نذكر أيضا هنا المجاهد والشهيد قاسم سليماني، الذي أمضى حياته وعمره في سبيل الجهاد والكفاح من أجل الدفاع عن المظلومين ومواجهة الظالمين، الشهيد سليماني اغتالته الأيادي الحاقدة الاستعمارية الصهيونية خوفا من تقدمه وإفشال مخططاتهم.
وعلى الرغم من أن مدوني التاريخ قد أغفل بعضهم، إما سهواً وإما قصداً، الحديث عن بطولات المجاهدين في الشرق الأوسط، إلا أن الملاحم التي خاضها المقاومون المسلحون في تونس ضد الاستعمار الفرنسي لا تزال حاضرة في أذهان الكثير من التونسيين إلى اليوم.
كذلك المعارك الكبيرة التي خاضها الشهيد الحاج سليماني لا تزال في أذهان أهل العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، لقد كانت معارك وبطولات ضد الصهاينة والتكفيريين، وكان الحاج سليماني يتواجد في كل ميادين الحروب دون خوف او تراجع، وهذا ما جعل داعش يفشل في بسط سيطرته في العراق وسوريا وباقي الدول الدول العربية والإسلامية.
على مدار 75 عاماً ارتكب الاستعمار الفرنسي الكثير من الفظائع الإنسانية في البلاد التونسية، حيث ارتكب عديد المجازر والمذابح وخلف الكثير من الدمار وأنهك الاقتصاد ونهب الثروات.
أيضا نهبت العصابات الإجرامية الداعشية المدعومة من أمريكا ودول الاستكبار، وسفكت دماء الأبرياء وزعزت أمن الشرق الأوسط، وكان الأبطال المقاومين بقيادة الشهيد الحاج سليماني يواجهون هذا الإجرام الدموي بالتضحية والولاء الخالص والإيمان.
لقد أشعل المجاهد الدغباجي العديد من المعارك في جنوب البلاد، التي جعلت المستعمر يطارده في كل مكان ويطالب برأسه، حتى وقع إعدامه عام 1920 في الساحة العامة.