مأساة واحدة وألم واحد يخيم على الأمة الإسلامية، في ذكرى كربلاء واستشهاد ابن بنت رسول الله ص، تعاني الأمة الإسلامية من ظلم وجراح عميقة إثر تآمر صهيوني أمريكي في المنطقة العربية، وماحدث في كربلاء يمثل لنا اليوم آلام المسلمين في كل يوم.
تثبت كُـلّ الوقائع أن الأحرار حين ينطلقون في مقارعة الباطل، لا يعرفون معنى للخوف، ولا للهزيمة، وأنهم حين يتحَرّكون، حتى لو كانت إمْكَانياتهم محدودة، يثقفون بأن الله سينصرهم، وأن دماءهم الزكية، ستثمر نصراً ولو بعد حين، وهذا ما كان يؤمن به الحسين ع، بعكس أُولئك الخانعين، الذين كانوا يفضّلون عدمَ مواجهة الطاغون حتى لا يدركهم الموت أَو الأسر، معتقدين أن الخنوع والاستسلام للحكام الطاغية سيجنبهم المحن والشقاء، ولهذا فقد واجه كُـلُّ الخانعين والمحايدين مصيراً عنيفاً بعد استشهادِ الإمام الحسين ع لدرجة أن البعض تمنَّى لو كان مع الحسين وقاتل واستشهد في أرض المعركة.
فلسطين المحتلّة تعيش كُـلّ يوم وقائع مليئة بالبؤس والظلم من عدو غاشم احتل الأرض وشرد الأهالي السكان، بتواطؤ وصمت عربي وإسلامي مخيف.
وتتجدد المأساة كل مدة مع عدوان صهيوني جديد على قطاع غزة، حَيثُ يشبه هذا التوحش الصهيوني ما حدث في عاشوراء من قتل وظلم، لتؤكّـدَ أن المظلومية واحدة، والتوحش واحد، فالموت يجتاح غزة المدينة الصامدة الصابرة، والأرض تمضغ حزنها وتنزف الجرح العميق.
وتتكرّر التجارب والوقائع، فالشعب اليمني يواجه وعلى مدى ما يقارب 8 سنوات عدواناً أمريكياً صهيونياً غاشماً، لا يعرف الرأفة ولا الرحمة؛ ولذا فقد قتل الأطفال والنساء، ودمّـر المنازل على رؤوس الأبرياء، وارتكب آلاف المجازر، وهدم المساجد، والأسواق، والطرقات، والمستشفيات، والمدن التاريخية، وغيرها، في ظل صمت عربي وإسلامي مطبق، باستثناء عددٍ قليلٍ من أحرار الأُمَّــة؛ ولهذا فَـإنَّ الشعب اليمني عاش ولا يزال يعيش مأساة كربلاء، وغربة كربلاء، ومظلومية الإمام الحسين ع، لكنه بكل عزة وإباء وشجاعة لا نظير لها يواجه الطغيان المتمثل في أمريكا وإسرائيل.