كل مناضل في عالمنا العربي والإسلامي وحتى التاريخيين يترك بصمة بعد استشهاده تعرف عن شخصيته وعن حجم تضحياته تجاه الأرض والكرامة، لم يكن الشهيد المناضل والقائد العسكري والمربي قاسم سليماني رجلا عاديا بأفكاره وتنظيمه للأمور العسكرية والاجتماعية، كان الجنرال سليماني محبوبا ومعشوقا من الجميع تقريبا، كما عرفنا من المناضلين الذين قدموا أرواحهم فداء الوطن والكرامة، كالشهيد المجاهد فرحات حشاد الذي واجه الاستعمار الفرنسي وضحى بدمائه الزكية لتحيا تونس وشعبها، الحاج قاسم سليماني ناضل وجاهد ضد التنظيمات الإرهابية، والمناضل فرحات حشاد ناضل ضد الاستعمار الفرنسي وسياسة بطشه الإجرامية.
الأيادي القذرة والإرهابية التي اغتالت شهيد القدس الجنرال سليماني هي نفسها الأيادي التي مارست القتل بحق الأبرياء في العالم الإسلامي والعربي لاحتلال الأرض وانتهاك الحقوق، هي نفسها الأيادي الاستعمارية الفرنسية التي اغتالت المناضل فرحات حشاد.
مع بروز نشاط فرحات حشاد في حشد الدعم الدولي لأجل القضية التونسية، أصبح واحدًا من أبرز قيادات الحركة الوطنية التونسية المؤيدة للاستقلال إلى جانب الحبيب بورقيبة وصلاح بن يوسف، فبات الرجل يشكل خطرًا على المصالح الاستعمارية ليس في تونس فقط، بل في شمال أفريقيا عامة، كما شكل نشاط وعمل وكفاح الحاج سليماني خطرا على أمن الكيان الصهيوني وأمريكا ودول الاستكبار.
لقد أصبح المجاهد فرحات رمزا للمقاومة التونسية التي لا تزال تواجه الإرهاب والصهيونية، وأصبح الشهيد المقاوم الحاج قاسم سليماني رمزا للعزة والكرامة والشجاعة، فهذا الأب الروحي والمقاوم والمربي خرج آلاف الشباب المقاومين من ساحات التدريب العسكري لمواجهة أخطر وأشرس أعداء الأرض والدين، تلك العصابات التي جاءت لسفك دماء الأبرياء وهتك حرماتهم.
أوجه التشابه بين الشهيد الحاج سليماني وبين الشهيد فرحات حشاد أصبحت واضحة من خلال الفكر الجهادي والأهداف التي تصب في مصلحة وأمن المنطقة العربية والإسلامية، فلا شك أن الروح الجهادية تسير في طريق واحد في مواجهة قوى الظلم والاستعمار والإجرام.
رحمك الله يا حاج قاسم ورحم الشهيد فرحات حشاد، ورحم الله جميع الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية أرض فلسطين لتحرير القدس والأقصى من رجس الصهاينة المستعمرين