دماء زكية سالت لإحياء الدين والقيم الإنسانية، ولإعلاء كلمة لا إله إلا الله، ملمحة تاريخية تعيش معنا في كل يوم لتعلمنا المقاومة ومواجهة الظالمين، استشهد الإمام الحسين (ع) في أرض كربلاء المقدسة لنصرة دين جده المصطفى (ص)، ولإنقاذ البشرية من الضياع، علم الأمة الإسلامية وكل مجاهد روح التضحية في سبيل الدفاع عن الأرض والمقدسات بوجه كل معتدي.
ملايين الزائرين يقصدون ضريح سيد الشهداء في كربلاء ليجتمعوا على محبة أهل البيت (ع)، ويسيروا على درب الجهاد والإخلاص للمقدسات الدينية وأولها الأقصى الشريف، الذي سيكون هدف التحرير من الصهاينة المجرمين، ما يعانيه المسلمون في العالم العربي والإسلامي هو بسبب التآمر على الدين الإسلامي الحنيف منذ معركة كربلاء المؤلمة.
أعداء الإسلام والإنسانية لا زالوا يحيكون المكائد لضرب الاستقرار وزعزعة الأمن في الدول العربية لإضعاف الشعوب وتشريدهم وتهجير العقول والأدمغة، مخططات استعمارية بشكل جديد تغزو المنطقة العربية والإسلامية، الأحداث الدموية خلالالسنوات الماضية لم تكن عبثية، وظهور التنظيمات الإجرامية والإرهابية تم التخطيط له والتنفيذ من قبل الموساد وداعميه من دول الاستكبار العالمي، وإلى الآن يزرعون الفتن بين المذاهب الإسلامية لإشعال الحروب وتدمير المجتمع الإسلامي.
أعداء الإسلام الذين حاربوا سيد الشهداء في يوم عاشوراء، يحاربون اليوم الإسلام في كل بقعة في العالم، يستهدفون كتاب الله والمقدسات الدينية، يحتلون أرض المسلمين في فلسطين الجريحة أمام أعين المجتمع الدولي الذي لم ولن يحرك ساكنا طالما ينفذ أوامر البيت الأبيض.
لا يوم كيومك يا حسين، دماؤك الزكية جمعت المسلمين والمحبين والعاشقين في يوم الأربعين، استشهادك العظيم أنقذ البشريةمن الذل وهيمنة الطغاة، طالما يوجد من يحبكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، لا خوف على الإسلام، طالما يوجد فكر مقاوم لا خوف على مقدسات الإسلام.
وحدة المسلمين تكمن في وحدة القلوب، أي لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، ووحدة الصف تكمن في نبذ الكراهية والفتن والأحقاد، معركة كربلاء هي معركتنا لتحرير الأقصى والقدس من رجس الصهاينة، هي معركتنا ضد الظلم وضد الإرهاب الإجرامي، هي معركتنا ضد التخلف والتطرف والاستكبار.
عندما نرى الحشود المليونية تسير على الأقدام باتجاه مرقد حفيد رسول الرحمة والإسلام(ص)، نطمئن بأن هناك ألفة إنسانية وإسلامية جمعت بين قلوب العاشقين، وهذه رحمة من الله تعالى للأمة الإسلامية والعربية، لتتعلم معنى الوحدة والتكاتف ضد الأعداء والمعتدين.
حب الحسين (ع) جمع الزائرين من جميع أنحاء العالم صغارا وكبارا من الأطفال والنساء والشيوخ، هدفهم واحد عشقهم واحد إيمانهم واحد، لا خوف في قلوبهم من الإرهاب، يتعاطفون ويتراحمون فيما بينهم لأجل إرضاء الله عزوجل وحبا بأهل البيت الأطهار (ع).