موقع المغرب العربي الإخباري :
الله “محيي” طلبة ميشيغان وهم يحملون العلم الفلسطيني في احتفالية تخرجهم، يحملون العزة فوق أكتافهم فتخطوا أسلاك العبودية وسحقت أقدامهم سبل الضلال فأصبحوا وكأنهم يحملون سيوفا مشرعتا تبشر بتحرير فلسطين فلله درك يا غزة ما سرك وماذا فعلت بالعالم ليتجه نحو هذا التغيير…؟.
لقد غيرت غزة استراتيجية العالم في امرين مهمين الاول صوت الشارع الغربي والامريكي المناصر للكيان الصهيوني ففي
الحروب العربية مع الكيان المحتل ونخص بالذكر منها تلك التي خاضها الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” كان الغرب مناصرا لهذا الكيان واغلبهم من الشباب الغربي والامريكي كانوا يسارعون لنصرة هذا الكيان “فسبحان ” من غير ذاك الحال الى هذا الحال ، اما الامر الاكثر اهميه فهو دور الشارع الامريكي في الانتخابات الامريكية لانتخاب الرئيس ، هذا المنصب الرفيع الذي لم يكن اي شخص ان يفكر به مالم يكن يهودي ” يميني ” من حيث الفكر والفكرة لان الطموح بالفوز يمر “بفلترة” لمواقفه التي يجب ان تؤهله ليكون رئيس للولايات المتحدة، ويجب ان تكون تصريحاته واتجاهه قلبا وقالبا مناصرة لهذا الكيان وان “بورصة” تلك الانتخابات هي التي تحدد الرئيس وفق المقاييس التي هي معروفة للجميع . اما اليوم فان “بايدن” يختلق الاختلاف مع نتنياهو لكي يفوز بايدن بكرسي الرئاسة للفترة الثانية والتي ستجري نهاية هذا العام ولا زالت اصواته منخفضه بالمقارنة مع خصمه الشرس ترامب والسبب ان كفة الميزان قد اصبحت تميل الى من سينصر غزة على نتنياهو ، لذلك اصبح الصوت الفلسطيني يعلو على الدعم الغربي والامريكي للكيان المحتل، فتخطى بايدن الخطى ليتمكن من ايجاد حل لتلك الحرب “طوفان الاقصى ” بعد ان شاهد بأم عينه الدعم الشعبي الذي تتلقاه غزة من الغرب وامريكا وهم يعلمون ان غزة اليوم هي الرقم الصعب في اختيار الرئيس الامريكي الجديد، نعم غزة من تحدد من سيجلس على كرسي رئاسة امريكا، وغزة وحدها من ستسقط رئيس وزراء الكيان المحتل ، وغزة وحدها من غيرت قانون العالم فاصبح نتنياهو يخشى ان يوقف الحرب الخسارة لكيانه والتي انتصرت بها عزة يخشى ان تضع الحرب اوزارها فتضع الاغلال في يديه، وكذلك قلقه المتزايد من المظاهرات في الجامعات الامريكية الني هي حقا سابقة حددتها احداث “٧ أكتوبر ” في طوفانها المبارك وكذلك بدأ قلق نتنياهو يتزايد من قرارات محمة العدل الدولية في اصدار امر اعتقاله مع حاشيته بسبب الابادة الوحشية لشعب فلسطين في غزة وأزداد قلقه من تنامي “السامية ” حسب ما يدعي ،،،، ماذا فعلت يا غزة وكيف جعلت العالم باسره يتغير واصبح الجلاد يخشى من ضحيته واصبحت امريكا تحلم بيوم انتهاء طوفانك المبارك .
انها غزة يا سادة غزة التي غيرت مجرى السياسة واظهرت بتواضع عدتها و “عظمت” عددها انها المنتصرة رغم ما قدمته من تضحيات.
ان ثورة طلاب الجامعات في امريكا غيرت أيديولوجيات السياسة الامريكية فأصبحت اليوم متخبطة غير قادرة على رسم سياستها الخارجية كونها اصبحت غير مرغوب بها في الشرق الاوسط وخسرت ثقة اصدقائها، وهذا يعني انها ستفقد مصالحها في المنطقة والتي دأبت على ان يكون لها حضور دائم في الشرق الاوسط الا ان حرب “طوفان الاقصى” اقصت امريكا من هذا الدور واصبحت تراوغ لكي تعيد مكانتها في تلك المنطقة، واصبح واضحا ان ما زرعته امريكا في ثلاثين عقدا من التخطيط والعمل الدؤوب في خلق حالة التطبيع في منطقتنا اصبح اليوم لا يجدي بنفع ولا نعلم هل تستطيع امريكا ان توقف تدهورها بعد ان اصبحت مظاهرات طلاب الجامعة الحجر الذي تعثرت به والتي قد تصل الى حرب اهليه تذيق هذا النظام الظالم ما شربناه في منطقتنا العربية.
ولا ننسى ان نعرج على موقف الامريكان من بايدن وسياساته المتعثرة في حرب اوكرانيا فأننا نرى ان سياساته التي انتهجها بعد طوفان الاقصى اصبحت متأرجحه وغير قادرة على ان تمسك بخيوط لعبة الحرب في اوكرانيا مما حذي بها الى ان يتخلى بعض الشيء عن دعمها المتواصل الذي كان بلا حدود لأوكرانيا وهذا ما فعلته غزة في طوفان الاقصى.
اما حلفاء امريكا واخص منهم بريطانيا وفرنسا فقد تغيرت مواقفهما واصبحت تلك المواقف بين خجل لاستمرار الحرب في غزة الى داع لإيقافها واصبح الرئيس الامريكي غير قادر على جمع شتات نفسه في جمع حلفائه حوله وضمان تأييدهم وهو يظن بل يعلم ان نتنياهو اغرقه في وحل غزة واصبح غير قادر على ايجاد حلا يحافظ فقط على ماء وجه على الاقل لذلك نراه رافضا لتصرفات صديقة في كيانه المحتل وبين دعمه له وعدم تخليه ابدا عن هذا الكيان بين موقف سياسي او عسكري او مادي فأننا نلاحظ ان بايدن قد اغرقته غزة في جوف طوفانها فلم يتبقى على الفوز بالنصر الا ما سيأذن به الله سبحانه وتعالى، سننتظر وسنرى اننا في حقبة لا يعلم بما تحمله من مفاجأة الا الله سبحانه وتعالى.
وليس امامنا الا ان نتوقع حرب اهلية تعصف بأمريكا وتصدع في جدار الكيان المحتل ونصر من الله قادم لتحرير فلسطين وانهاء مأساة شعب فقد من شعبه اجيال وقاتل من اجل ارضه الرجال فمنهم من ارتقى الى السماء ومنهم من انهى شبابه في سجون الاحتلال ومنهم من هجر واصبح يبحث عن وطن في البلاد.
الا آن لهم ان تغرس ارواحهم في بلادهم بنصر عظيم وانه لقريب بأذن الله.
الله المستعان.
كاتب وباحث عراقي
انسخ الرابط :
Copied