موقع المغرب العربي الإخباري :
أثبتت التقارير والأقمار الغربية بأن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل قد أوجع إسرائيل وأمريكا بشكل غير مسبوق وأخطر ما في ذلك الهجوم وصول عشرة صواريخ تحمل رؤوسا نووية فارغة من اليورانيوم المخصب مما أوجد تداعيات إستراتيجية على موازين القوى ستظهر تباعا مع الأيام، وقد نجحت إيران في إختبار وصول هذه الصواريخ إلى أهدافها وعدم إعتراضها من أي دفاعات جوية غربية وإسرائيلية.
وقد أعقب ذلك وبتاريخ 7 إكتوبر 2024 وبينما كان العالم ينتظر نوعية الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني وهل يشمل ذلك قصف المفاعل النووي الإيراني حدث العكس ففاجأتنا إيران بتجربة نووية ناجحة في الصحراء الإيرانية رصدتها روسيا وبقوة زلزال تجاوز ٤ ونصف درجة ناهيك عن أن طائرات اف35 الأمريكية الإسرائيلية وأثناء تحليقها تم رصدها من قبل الرادارات الإيرانية بمعنى أنها أصبحت في مرمى الدفاعات الجوية الإيرانية وأصبح إسقاطها مؤكدا اذا تابعت تقدمها في تطور ربما هو الأخطر على إسرائيل وأمريكا ويعكس عمق التعاون الإستراتيجي الدفاعي بين إيران وروسيا كأقوى دولة نووية في العالم وتمتلك الصواريخ الفرط صوتيه الأحدث بالإضافة الى تفوقها في مجال الدفاعات الجوية المتطورة والتي من الممكن أنها أصبحت في متناول إيران أي أن روسيا وفي حال تأكدت هذه الأخبار قد لعبت دورا إستراتيجيا في إعادة رسم موازين القوى في المنطقة لصالح إيران ومحور المقاومة وربما نكون أمام واقع جديد قريبا مع إعلان إيران المحتمل لإمتلاكها رؤوسا نوويه جرى إختبارها في هجومها الأخير على الكيان المحتل، وهي جاهزة لإختراق الدفاعات الجويه الأمريكية والغربية والإسرائيلية وبهذا فإن مسلسل الغطرسة الإسرائيلية وبدعم مفتوح من أمريكا وبريطانيا وفرنسا في المنطقة قد شارف على الإنتهاء مع ظهور إيران كلاعب نووي يرتبط أيضا بعلاقات إستراتيجية مع روسيا والصين مما سيبرز دور محور المقاومة في المنطقة ليلعب دورا مستقبليا مؤثرا فإيران كانت قادره على إنهاء إسرائيل بأسلحة تقليدية فرط صوتيه سيما وأن الكيان المحتل لا يمتلك عمقا إستراتيجيا ولا جغرافيا تساعده على مقاومة هجوم صاروخي ضخم مما يتسبب بشلل كامل لإسرائيل خلال عشرون دقيقة فكيف سيكون حال إسرائيل مع إعلان إيران إمتلاكها للسلاح النووي.
وهذا ما قد يفسر إمتناع إسرائيل عن مهاجمة إيران في اللحظات الأخيرة أي أننا في هذا الإقليم على أعتاب مرحلة جديدة و تغييرات إستراتيجية في التحالفات ومراكز القوى وبترتيب جديد للأوراق وتوزيع عادل للأدوار وبما يخدم شعوب المنطقة وتنميتها بدلا من حالة قتل الإقتصادات التي مارستها كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا ضد دول المنطقة وشعوبها مستخدمة فزاعة الإرهاب الإسرائيلي ،وقد يؤدي هذا التطور لإرتدادات هيكلية تقود لسباق تسلح نووي في المنطقة تشترك فيه كل من تركيا والسعودية ومصر كقوى إقليمية مؤهلة لإمتلاك أسلحة نووية وبمساعده من باكستان وروسيا والصين بما يعزز خلق توازنات جديده على موازين القوى مما يوجب على الدول العربية وحفاظا على إستمراريتها بدء رحلة البحث عن ذاتها التاريخي بشكل صحيح لمجاراة والتعايش مع التغييرات القادمة ، وأتمنى على هذه الدول سرعة إعادة النظر في تحالفاتها وعلاقاتها ببعضها بما يحقق مصالح شعوبها، ولا يجعلها فريسة سهلة للآخرين كما هو حال بعضها الآن، وبما يؤمن أمنا قوميا عربيا إستراتيجيا جديدا يتماشى مع المرحلة القادمة تجنبا للمخاطر الناجمة عن حماقة وطيش بعض زعماء الغرب وفي مقدمتهم نتنياهو حيث إعتادوا القفز على هذه الأمة بسهولة كقفزة الجربوع من جحره فها هو نتنياهو كان قد ظهر علينا وبدأ يهدد بإعادة رسم الشرق الأوسط وفقا لأفكار المتطرفين الصهاينه مستهينا ومتجاهلا الشعوب العربية والإسلامية أصحاب التاريخ والمجد وساعده في رسم غروره تهور بلينكن بإنحيازه السافر لإسرائيل وفشل إدارة البيت الأبيض في التعامل مع الأزمات وكان ذلك سيقود العالم إلى الهاوية،.
فهل يستسلم نتنياهو أمام هذا الواقع الجديد أم يتحرك الإسرائيليون لإقالته من منصبه أو تستخدم أمريكا أوراق ضغطها الجديدة التي منحها إياها رئيس أركان الإحتلال بعد أن حول الجيش الإسرائيلي الى مليشيات تعمل بإمرة قائد المنطقة الوسطى الأمريكية أي ان الجيش الإسرائيلي لا يمتلك بعد الآن خوض غمار أي مغامرة خارج حدود إسرائيل بدون موافقة أمريكية وهذا يمنح البيت الأبيض المشارك في الجرائم على هذه المنطقة قدرة جديدة بتوجيه الجيش الإسرائيلي للضغط على المستوى السياسي للخروج من المأزق الذي خطه نتنياهو نتيجة لغباء الإسرائيليين وإستسلامهم لقذائف الكذب التي كان يستهدف بها المجتمع الإسرائيلي وحتى الغربي وكانت تنطوي عليهم ، لذلك قد تكون الأشهر القادمة حبلى بالمفاجأت الإستراتيجية التي ستبنى وفقا للصناديق الأمريكية وللدور الروسي والصيني في المرحلة القادمة.
حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية وأعاد لها مجدها وتاريخها.
عميد اردني متقاعد
انسخ الرابط :
Copied