موقع المغرب العربي الإخباري :
لم يكن يوم 28/8/2024 يوم عادي في شمال الضفة الغربية وجيوش الاحتلال تدخل الى جنين و طول كرم بقوات مدججة بالسلاح لتقتل وتجرف ما يحول بينها وبين أهدافها الدموية معلنة بدء المرحلة التي تلي غزة لتكرر مأساة غزة وتزيد من الم الشعب الفلسطيني الذي اصبح اليوم بكافة أراضيه مسرحا للقتل واستباحة الدماء لشعب اعزل لم يذق طعم الحياة تحت وطأة احتلال استمر لسبعة اجيال او يزيد وليس هذا وحده بل رغبة واصرار الاحتلال في القضاء عليهم اما بأنهائهم عن الوجود او ترحيلهم الى بلد اخر وجعل الضفة وغزة في متناول جيش الاحتلال ومن ثم تحت سطوة الكيان المحتل لمحو الشخصية الفلسطينية امام مرأى العرب ولا أقول امام مرأى العالم لأنني بصراحة ما عدت اعتب على العالم بعد ان لمست تخاذل العرب وجبن بعض قادتهم وانصياع بعض الشعوب لأوامر اسيادهم من الحكام المطبعين .
وبسبب هؤلاء الحكام أصبحت بعض الشعوب العربية أداة لترسيخ السلطة في تلك البلدان وأصبحت الجيوش وقادة الجيوش تحت الامر فتغيرت عقيدة بعض الجيوش العربية وأصبحت فأمست وهي تجهل حقيقة وجودها فتوسم القادة بأعلى الرتب ووضعوا على صدورهم نياشين النصر التي حققته لهم معارك عظيمة لمن سبقهم، عندما كانت فلسطين هي وجهتهم والنصر والسلام تحدده مبادئ الدفاع عن ارضهم والذود عن فلسطين بدمائهم فكانت تلك عقيدة جيوشهم واليوم يتوجون بميزات جيوشهم دون ان يخوضوا او يفكروا ان يخوضوا معركة دفاع عن عقيدتهم وشرف عسكرتيهم.
فأننا لم نسمع بقائد عربي من تلك الجيوش التي كانت ترعب الكيان المحتل قد اعلن وقفة بعصيان امر طاغية تسلط على رؤوسهم ولم نرى أي قائد استقال احتجاجا على انتهاك أسس عقيدة جيشه، لأننا نعلم ان عقيدة الجيوش العربية كانت تصب في منبع واحد وهو تحرير فلسطين اما اليوم فإننا نلمس من بعض الجيوش العربية ترهلا نتيجة عدم ممارستهم واجباتهم فأصبحت رتب قادتهم وترقيات من يتراس جيوشهم تمنح عن مدى ومقدار الولاء لقائدهم المنقذ، الشجاع، الضرغام الذي هو ادرى بمصلحة شعوبهم فأصبحت الرتب التي تعلو اكتف بعض قادة الجيوش العربية ترمز لخذلان قادتهم وابتعادهم عن عقيدة جيشهم .
نعم نحن امة قد ضحكت من تخاذلها الأمم ونحن جيوش قد اعدت لقتال أبناء جلدتهم “الا ما رحم ربي” ونحن اصبحنا وامسينا نفتش عن شاغل يشغل أبناء الامة العربية مرة بتسويق كذبة او بخطاب مترنح او بمبادرات يخجل منها من ليس له عقل ولا يعلم اين السبيل.
والاكثر الماً ما وصلت اليه بعض الشعوب العربية من اسفاف عدم ادراك لواقعهم ، فتلاشت عندهم الرؤيا وتحددت امكانياتهم فهم يأكلون ويشربون وممكن يتقاتلون عبر شبكات التواصل الاجتماعي من وراء “الكي بورد” متناسين واجبهم اتجاه ابناء غزة ولم يدركوا انهم مسؤولون امام الله عن كل من لم يناصرهم بالمال او الدعاء او اي شيء هو قادر عليه، هل نعلم ان ابناء غزة قد يقتلوا جوعا وهل ندرك ان ابناء غزة لا يجدوا ما يؤويهم وهل نستشعر بعذابهم والمهم وهم يودعون من ارتقى الى ربه واين نحن من الم جريح ربما تعمل له عملية بدون تخدير او انه يموت لشحة الدواء او متسمم بأدوات لم يتمكن كادر غزة ايجاد ما يطهرها.
والاغرب من كل هذا وذا، غزة تقتل والضفة ستلحقها ونحن نتصارع في شبكات التواصل الاجتماعي بسبب فلم “حياة الماعز” فننشر غسيلنا في منصات التواصل الاجتماعي ويُعَيْرُ اولنا اخرنا وينعت كبيرنا صغيرنا بأقبح الاوصاف ويشتم صغيرنا كبيرنا فتلاشت كل القيم واصبحنا نحكي قصة عامل هندي استعبده رجل خليجي فانسلخت منا المبادئ وتلاشت كل قيم العروبة ونسينا ان غزة تحترق وان أهلها منذ عشرة اشهر وهم تحت إبادة جماعية ثم لم ننتبه ان عدونا اتجه نحو الضفة لجعل منها ركاما وقبلها كان “ايتمار بن غفير” يصرح بأعلى صوته انه سيبني كنيسا يهودية في القدس ، ربما في اذاننا وقرُ او على اسماعنا حاجب يمنع وصول واستشعار الخطر الحقيقي وراء هذا التصريح العنصري الذي فيه تحدي لنا واصرار العدو على اذلالنا دون ان يتحرك الشارع العربي والمسلم ليناصر الاقصى قبل فوات الاوان، ولكن …!.
وليس هذا وحده بل ان العدو يلاعب ويداعب مشاعرنا فيذهب بنا الى مفاوضات وهمية ليدخل مزيد من أراضي الفلسطينيين ويقتل ما يشاء ويهجر من لم يرتقي الى باريه تحت الته الحربية.
والاغرب من هذا كله اصبح بعض العرب يتفاوضون على محور صلاح الدين وكأنهم قد وجدوا ضالتهم وهو المحور الذي تم الاتفاق عليه في كامب ديفيد ومن المعيب ان يتفق على امر مرتين وقد يصبح محورا رئيسيا للمفاوضات او انه محور ليسوف القضية الاهم وهي ابادة غزة، وسط استهتار وعنجهية عدو متسلط يعلم انه يمضي لتحقيق أهدافه ولم تكن غزة هدفه وحده بل جميع الأراضي الفلسطينية ولنشرب من المالح او ناكل التراب.
هل يظن أي عاقل ان الكيان المحتل يسعى الى الهدنة وهل يعتقد من له عقل ان الكيان المحتل ممكن ان تثنيه قضية الرهائن وهل لازلنا بأمل ان أمريكا ستضغط على كيانها لإيقاف تلك المجازر؟
من المخزي ان نصدق ان الكيان المحتل سيوقف الحرب في غزة او انه سيتوقف عن سحق الشعب الفلسطيني سواء كان في غزة او في الضفة ، الكيان ماض لتحقيق اهداف كانت مستحيلة وأصبحت في زمن التخاذل العربي ميسرة وهي قاب قوسين او ادنى من تحقيقها , لذا فإننا كعرب يجب ان نتهيأ من الان الى احتلال أراضينا واكيد سنلتزم الصمت وسيبقى الخذلان يلاحق بعض قادتنا من المطبعين وسيكون لهم الدور الأكبر في سحق بلداننا ومن ثم تمكين العدو من احتلالنا.
دعونا نستمر في مشاهدة “حياة الماعز” ودعونا نشتم بعضنا البعض فاذا اكتفينا اكيد سيكون لنا موعد جديد في فلم اخر ومع قصة مخزية أخرى ليزداد صراخنا وتضحك الأمم من حماقاتنا ولتذهب غزة العزة والضفة الى مصيرها ولا ضير اذا ما تحولت القدس الى كنيسا يهودية ولا ضير اذا ما اجبرنا ان ننسى اصلنا ونهجر ديارنا ونسكن الصحراء لنعيش حياة الماعز مع بعضنا .
والله المستعان
كاتب وباحث عراقي
انسخ الرابط :
Copied