لا تزال أوجاع غزة مستمرة مع آثار الدمار والخراب الذي خلفه العدوان الهمجي الصهيوني، ولاتزال أصوات الأطفال تعلو من الألم والخوف في أيام لن ينسوها في حياتهم، والأمهات تزرف الدموع وتواجه عدواً شرساً لا يعرف الرحمة، ولا يزال العالم يتفرج وكأنه ينتظر نهاية هذه المدينة الجريحة.
لا شك أن هناك مخطط صهيوأمريكي لاحتلال غزة بسبب موقعها الجغرافي والاستراتيجي، وأن كل الأحداث من اليوم الأول تشير إلى أن هناك مؤامرة كبيرة لإفراغ قطاع غزة وتوسيع رقعة الاستيطان والاستعمار، إلا أن هناك مقاومة كشفت اللعبة والمكر الأمريكي والأوروبي، واستبقت الأحداث بضربة استباقية هزت أركان هذا المحتل واستعدت لأي مواجهة قد تحدث داخل المدينة.
مواقف الدول العربية لم تغير من واقع العدوان اي شيء، لأنها فقط تصريحات وتنديدات وما يحتاج إليه الشعب الفلسطيني عجزوا عنه بسبب سياساتهم التي ترضي واشنطن وتل أبيب، فتهجير الفلسطينيين هدفه واضح، ولكن للأسف لا نرى أي تدخل يوقف هذا النزيف ويحمي من بقي من هذا الشعب المظلوم.
النساء والأطفال والشيوخ يعيشون آثار الحرب ويتحملون كل المصاعب للحفاظ على أرضهم وعرضهم وتاريخهم، وهم يأملون أن يكون هناك وحدة عربية وإسلامية تواجه الإجرام الصهيوني المستمر.
لقد أدرك هذا الكيان أن مخططه فشل مع أول مواجهة في الميدان، وأن هناك مقاومة لا تهابه ولا تعرف الاستسلام، وهذا ما جعله يتبع منهج التدمير عبر القصف والتدمير، ولا يزال يتخبط ولا يعرف طريق الخروج من هذه الورطة، التي كشفت ضعفه أمام العالم.
ستبقى المقاومة بوجه هذا المحتل المعتوه، وستبرهن للعالم أن أصحاب الأرض هم أصحاب الحق ولن تستطيع أي قوة أن تخرجهم منها، فالمقاومة هي الدرع الذي يحمي ويصون كرامة الأمة العربية.