موقع المغرب العربي الإخباري :
معاهدة السلام بين السادات وإسرائيل جاهد السادات لتسويقها فى مصر والعالم العربى واستبدل بالعرب إسرائيل التى تقارب منها تضحية بمصالح مصر الاستراتيجية واستمات السادات حتى يقهر الشعب على عدم نقد المعاهدة واطلق مجموعة من الأكاذيب واستدعى المنافقين والمنتفعين لإدارة حملة تعمية على المصريين. قال السادات أن عبد الناصر ضيع سيناء بينما هو استردها فهذه نقطة تميز له عن عبدالناصر ثم قال أنها عادت كاملة ولكى يستكمل حلقة الكذب وضع خططا لتنمية سيناء وبشر المصريين بأن السلام الشامل يعم المنطقة بما فيها الفلسطينيون واستصدر من البرلمان المعين قانون العيب الذى عاقب به كل من لايقبل المعاهدة. وقد تأملت المعاهدة فوجدتها تطابق مصالح إسرائيل وكأن إسرائيل أملت المعاهدة على مصر وهى رواية إسرائيل فقول أن أهم معيار للنصر هو إملاء شروط الطرف المنتصر على المهزوم. ويظهر من تصريحات السادات أن مصر اضطرت إلى هذه المعاهدة لأنها لا تقوى على مواجهة إسرائيل المدعومة تماما من أمريكا وقال أنه لايستطيع أن يحارب أمريكا مادامت تملك عنده معظم أوراق اللعبة.
أما أهم المخاطر الاستراتيجية فهى:
ـ أولاً: تنازل مصر عن سيادتها فى خمس ملفات حيوية هى : الاعتراف وإقامة العلاقات الدبلوماسية فى حدود زمنية معينة ورفع حالة الحرب وإبقاء الجيش بمعداته وجنوده خارج سيناء مما يمكن إسرائيل من احتلال سيناء دون مقاومة. وقد أدى إبعاد الجيش عن سيناء إلى نتائج خطيرة أهمها أن إسرائيل أمنت جبهة مصر وهذا خطر كبير وهذا خفف من الأعباء المالية المخصصة للجبهة المصرية وتفرغ القوات الإسرائيلية لساحات المعارك الإسرائيلية الأخرى وإذا علمنا أن الجبهة المصرية هى ما تخشاه إسرائيل فإن تأمينها لإسرائيل أكبر خدمة قدمها السادات لإسرائيل على حساب الأمن القومى المصرى.
ـ ثانياً: أن التقارب بين السادات وإسرائيل وأمريكا هو الذى أنتج المعاهدة على أفكار خاطئة: الفكرة الأولى أن الصهاينة يمكن أن يقنعوا بحدود إسرائيل ثم أن إسرائيل هى الدولة الوحيدة فى التاريخ التى لاحدود رسمية لها ثم أن السادات أراد أن يضلل المصريين بأن هذه المعاهدة منبع الخير لمصر من ناحية توفر الهدوء فى العلاقات المصرية الإسرائيلية ومن ناحية أخرى إعادة سيناء على يد السادات التى ضيعها عبدالناصر فكانت هذه عقدة عبدالناصر التى استغلتها واشنطن فى التحالف مع واشنطن وإسرائيل بدل موسكو علما بأن الأفتراق بين عبدالناصر وواشنطن بعد مذبحة الجيش المصرى فى غزة1955 أن واشنطن لا تعترف إلا بإسرائيل كأداة لقمع مصر والعرب سواء كان السادات يعلم أولا يعلم فالنتيجة واحدة.
ـ ثالثاً: أن المشروع الصهيونى يستهدف مصر وأولها سيناء وأن الفضاء الإقليمى لا يحتمل الذئب والحمل معاً.
ـ رابعاً: أن الفرضيات التى قامت عليها المعاهدة غير صحيحة وقد فرض بيجن شروطه فى المعاهدة ولما ضغط السادات لتفكيك المستعمرات فى سيناء حصل بيجين على تأكيد من كارتر بأن يعود إلى سيناء إذا قامت فى القاهرة حكومة أو نظام معادى لإسرائيل.
ـ خامساً: أن السادات قهر الشعب المصرى على قبول المعاهدة بتبريرات خاطئة وخاصة اثنتان أولهما أن المعاهدة تنهى الصراع العسكرى وهذا غير صحيح ببساطة لأن إسرائيل هى التى تعتدى على مصر ومعنى المعاهدة حرمان حق مصر من الدفاع عن نفسها وثانيهما أن نفقات الصراع العسكرى تتجه إلى التنمية. وقد بالغ السادات فى تضليل المصريين عندما تظاهر بأنه ينوى تعمير سيناء وهو أول من يعلم أن إعادة سيناء بقيود تمس سيادة مصر وخططها فى التنمية وباختصار أن عودة سيناء المشروطة مقابل رهن إرادة مصر لإسرائيل ولأمريكا.
ـ سادساً: أن السادات كان يعلم أن الشعب المصرى لا يمكن تطويعه وأن فى مصر رجال كإسماعيل فهمى ومحمد ابراهيم كامل الذين استقالوا ورفضوا الذهاب معه إلى القدس.
ـ سابعاً: أن السادات أفقد مصر مكانتها العربية فهى أول المستفيدين من وحدة العالم العربى وهى أكثر الأطراف خسرانا من تبديد وحدة العرب، فكانت مصر السادات هى التى انتحرت وأبرمت صلحا منفردا مع اللصوص.
ـ ثامناً: أن فكرة السادات وصورة إسرائيل لديه بالغة السذاجة أو هو هكذا بدأ لنا وتصور أن زيارته للقدس وليس تل أبيب كفيل بإنهاء الصراع بينما الحقيقة هو أن الصراع بسبب خطط إسرائيل للانفرادلفلسطين وإلغاء دور مصر ولم تفهم يومها سبب إخراج مصر من العروبة ووجد عددا من كبار المثقفين المصريين كتوفيق الحكيم يروج لفكرته علما بأن مصر خارج العروبة تصبح فريسة لإسرائيل بدليل أن الصهيونية تريد تدميرمصر ولا تدخر وسعا فى تحقيق ذلك.
ـ تاسعاً: لم يتحقق السلام الشامل فى المنطقة، ولم يأتى الرخاء والتنمية لمصر وإنما خرج المصريون إلى الخارج فرارا من الجحيم وإذا كان الإعلام الفاسد صحيحا بأن صفقة السادات قبلها المصريون فلماذا استصدر قانون العيب لمعاقبة الناقدين للصفقة.
ـ عاشراً: كانت الصفقة وبالا على العالم العربى حيث تمكنت إسرائيل من اختراق العرب وكانت مصر السادات تطمح أن تتوسط فى نشر المشروع الصهيونى ضد مصالحها وقد حدث بعد ذلك.
ـ الحادى عشر: ليس معنى ذلك كله أن الحل فى الغاء المعاهدة وإنما بتقديم المعلومات الصحيحة عنها إلى الشعب ثم تسليم الملف للمختصين حتى رسم طريقا قانونيا يحفظ لمصر حقوقها وأمنها ويتعامل مع إسرائيل الصهيونية بما يناسبها.
ـ الثانى عشر: وفرت الصفقة قبلة الحياة، فعانى الفلسطينييون وبالغت إسرائيل فى الأمل ثم أن الصفقة تقطع بأن الجيش المصرى الذى أجاد 1973 قد طعن فى الصفقتين وكان سلوك الحكومة لايخدم الأمن القومى المصرى وسلم السادات لإسرائيل مصر الجائزة الكبرى والمنطقة العربية.
كاتب مصري
انسخ الرابط :
Copied