موقع المغرب العربي الإخباري :
إستَمِعْ للمحللين يتحدثون عن المتطرفين الصهاينة واضرب كفّاً بكفْ، وكأن في كل “إسرائيل” هناك من هو غير متطرف. وأَعيبُ على من يقول باختلاف سياسي صهيوني عن سواهِ، فكلهم جلاَّدٌ قاتلٌ وعنصريٌّ تملأهُ الكراهية. على كل الاتجاهات من أقصى اليسار لأقصى اليمين لا يتميز صهيوني عن آخر إلا باختيار وسيلة قتل الفلسطيني تحديداً وقتلِ أي عربيٍّ مقاومٍ أو حتى مطاوعٍ مطبعٍ. الأخير في الذهن والرؤى واليقين الصهيوني سيُقتَلُ ببطئٍ حضاري و الأوليان بسرعةٍ وحشيةٍ. أما المحلل أو السياسي العربي الذي يفترض اليسار الصهيوني قابلاً للتعايش معهُ فهو يخدع نفسه، لأنه جبانٌ لا يريد أن يعيش حُرَّاً ومقاوماً للاستعمار بل مستسلماً للاحتلال ومتنازلاً عن أرضنا وعرضنا ومُحبَّاً للوثيرِ على النفير.
كل سياسيٍّ صهيونيٍّ هو عسكريٌّ في ماضيهِ وحاضرهِ ومستقبلهِ، فقد كان عسكرياً و له اليوم قريبٌ عسكريٌّ ويأمل بأحفادٍ يخدمون في الجيش الفاشي، وكلهم بدون استثناء غامسٌ يديهِ بالدم الفلسطيني. ثم صاروا سياسيين. فإن ناكفوا النتن ياهو فهم يفعلون ذلك ليرثوه ولن يتوقفوا عن الاستمتاع بالقتل إن أزاحوه وصاروا هم الذين يقودون. إنهم الشعب الدموي الذي يصحو وينام على فراش الدم وأحلام وواقع المتعة بقتل الفلسطينيين وفناء ثقافتهم.
لنأخذ اثنين من الذين يَعْتَدُّ العرب بهم و يعتبرونهم معتدلين غير متطرفين. زعيم المعارضة يائير لبيد مثلاً كان طرح برنامجه عام ٢٠١٦ الذي ضم رؤيته الأمنية المتينة لحماية الكيان و سعيه للقاء عربي صهيوني إقليمي يعزل الفلسطينيين. هو ينادي بدولتين لشعبين، ليسا متساويين، وقدسٌ موحدةٌ تحت العلم الصهيوني وضمان الأمن الصهيوني والسيطرة الصهيونية على حزام المستوطنات الكبرى بالضفة الغربية، آرييل و غوش أتزيون ومعالي أدوميم، و إبقاء الجولان تحت الحكم الصهيوني. وقد عُرِفَ لبيد بمقولته الترويجية “أكثر عدد يهود في أكبر مساحة أرض بأقصى درجات الأمن وبأقل عددٍ من الفلسطينيين”. هذا المعارض أتى من صلب أبٍ ولد في يوغوسلافيا و جدَّهُ لأمه ولد في رومانيا وخدم هو في سلاح المدرعات ثم صحفياً عسكرياً، ولم يحصل على شهادة الثانوية! وفي عهده رئيساً للوزراء كانت العملية العسكرية ضد غزة باسم “الفجر الساطع”. أما إسحق هيرتزوغ الرئيس الحالي للكيان الذي لَوَّحَ كذباً بكتبٍ ادعى أنها عقيديةً للفلسطينيين، فهو إبن الرئيس السابق حاييم هيرتزوغ الذي ولد في إيرلندا للحاخام الأكبر بإيرلندا الذي استعمر فلسطين حاخاماً أكبر بها من ١٩٣٦ و لغاية ١٩٥٩. عم إسحق هو أبا إيبان الوزير المشهور للخارجية، ولهذا النسب والمنصب يقولون أنه أقرب ما يكون للعائلات المالكة في المجتمع الصهيوني. و خدم عسكريته في الوحدة ذائعة الصيت ٨٢٠٠ و كليهما، لبيد وهيرتزوغ، لم يحتجا على قتل الفلسطينيين، فأي اعتدال يملكان ليؤهلهما ليكونا متحدثين عاقلين مع العرب الراكضة للتطبيع والسلام؟ يجمعهما كراهية النتن ياهو والرغبة في إزاحته. وهذا حال المعارضين الصهاينة. بل هو حال اليهود الصهاينة في العموم. لا يوجد اعتدالٌ، بل هو الاستمتاع بالقتل والتأذي من طول الحرب خشيةً على جنودهم. هل قامت جامعة صهيونية واحدة بالاعتراض على قتل الفلسطينيين؟ لا. فمن أين سيأتي الاعتدال و كل مؤسسات الصهيونية المستعمرة هي مؤيدةٌ تماماً للمذبحة؟
ثم ترى سياسياً عربياً يبكي. يبكي أمام هيئة محكمة دولية. أيستجدي العطف؟ هل هذا هو فعل الرجال المسؤولون؟ رأينا أطفالاً في غزة فقدوا العزيز وجاعوا ولم يبكوا. رأينا والدي صحفية لبنانية قتلتها الصهيونية عمداً في الجنوب اللبناني بطائرة مسيرة وهي في بداية حياتها المهنية ولم يبكيا. لكن السياسي العربي يبكي! يا عيب الشوم على هذه الأمة التي يبكي رجالها، ويغني ويرقص آخرون، وآخرون منهم يفتحون لعبدةِ البقر معبداً، و آخرون يتاجرون مع الصهيونية والأطفال جياع، وآخرون يرسلون الطائرات لأوكرانيا إغاثةً ويمنعون رايةَ حريةٍ في حرمٍ هو ملجأ المظلومين. ويا خجلنا من رجال فلسطين الساسة يتقاتلون من أجل كرسي رئاسة ويتخلون عن السلاح والمقاومة.
“قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون”. صدق ربي وبه نستعين على الجبناء والظالمين، و يا أيها المقاوم نِعمَ البيعُ بيعك. لا تثق بمعتدلٍ ولا بمن يبكي فبيعك نصرٌ أو شهادة وبيعهم مكرٌ ونذالة.
انسخ الرابط :
Copied