العالم الإسلامي في الوقت الراهن بحاجة إلى الوحدة والتآلف، وفريضة الحج الحقيقية تكون بالبراءة من المشركين وتأمين الظروف والشروط المناسبة من أجل الوحدة وتوحيد صفوف المسلمين، ولا يحق لأحد أن يمنع تحقق مفاهيم الحج الحقيقية،
إن الحج الحقيقي يجب أن يكون مترافقاً مع البراءة من المشركين وأن يوفر الأرضية لوحدة وتلاحم المسلمين لا أن تسعى بعض الحكومات في مسار خلق الخلافات والتفرقة في صفوف المسلمين وتربط نفسها بالاستكبار.
فاليوم يحاول أفراد جهلة ومغرضون للايحاء بضرورة فصل الدين عن السياسة والحياة والعلم في أذهان جيل الشباب إلا أن الحج يعد أفضل فرصة وساحة عملية لاظهار الامتزاج بين “الدين والسياسة”.
بلا شك أن اتخاذ زمن ومكان محدد لاجتماع المسلمين في فريضة الحج مؤشرا لاهداف تتجاوز القيم المعنوية الصرفة، لأن أحد الأهداف المهمة للحج هو اجتماع واتصال وتفاهم المسلمين مع بعضهم بعضاً وهو في الواقع ذات موضوع تبلور الأمة الإسلامية.
إن تركيز الأعداء على مواجهة المسلمين خاصة في القضية الفلسطينية، يؤكد على أهمية هذه الأرض المباركة والتي أصبحت تحت مطامع الاحتلال العالمي، ولكن رغم هذه المؤامرات ستبقى القدس عاصمة لفلسطين، وسيتصدى الشعب الفلسطيني لهذه المؤامرة وستكون الشعوب الاسلامية داعمة للشعب الفلسطيني.
إن بعض الحكومات الإسلامية التي ليس لها أي إيمان بالإسلام وبسبب الحماقة والجهل والمطامع الدنيوية قد أخذت دور الفدائي للأميركيين ولكن بتوفيق من الله ستنتصر الامة الاسلامية والشعب الفلسطيني على أعدائهم وسيرون ذلك اليوم الذي سيتم فيه اقتلاع جذور الكيان الصهيوني المزيف من أرض فلسطين.
علينا أن نعرف بأن الحج فرصة عظيمة و قيمة جداً وينبغي الاستفادة المثلى من فرصة التواجد قرب المسجد الحرام و المسجد النبوي الشريف لترسيخ القيم الايمانية و المعنوية و الخضوع مقابل الباري تعالى،وعلى الحجاج أن لا يهدروا هذه الفرصة الثمينة بسبب الانشغال بأعمال دنيوية بخسة.
الحج هو مظهر التوحيد، وهو إثبات ولاية الله و نفي ولاية غيره و هذا الأمر هو تجسيد للبراءة من أعداء الله وأعداء الدين الإسلامي، الذين يقومون بالممارسات الارهابية و الدموية،
إن المسلمين لا يمكن أن يتخذوا موقف اللامبالاة حيال الأحداث التي تعصف بالعالم الاسلامي، ففي زمن كثرة الفتن والفساد، نحتاج إلى توحيد الصفوف ونشر التوعية بين الشباب لأخذ الحيطة من أية مؤامرة صهيونية.
تحرير القدس والأقصى والأرض الفلسطينية وكل أرض مغتصبة، يحتاج إلى قيم وفكر مقاوم يعرف حقيقة العدو، ويعرف لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة والوحدة والتكاتف.