قبل أيام نشر موقع أخبار السودان خبراً ينطوي على العجب العجاب مفاده أن خبيراً جيولوجياً مصرياً اسمه مين كده قد صرح بأن الخرطوم ستختفي وأن السودان كله سيختفي إذا انهار سد النهضة الأثيوبي بسبب أي عاصفة أو زلزال مثلما حدث لمدينة درنة الليبية التي تسبب الاعصار دانيال في انهيار سديدين ليبيين وأدى التدفق المفاجئ لمياه السدين إلى محوها من الخريطة ووقوع كارثة إنسانية عظمى في ليبيا، ولكن إذا حدث ذلك يستطرد الخبير المصري: فلن يكون هناك أي خطر على مصر لأن السد العالي سيحميها!!
نحن نقول لهذا الأخ المصري الخبير ابن النيل ولموقع أخبار السودان أن إثيوبيا هي دولة منبع النيل ومن حقها أن تبني سد النهضة وتخزن مياه النيل مثلما فعلت مصر وهي دولة مصب ومثلما فعل السودان وهو دولة عبور والنيل ليس ملكاً مسجلاً باسم أي دولة من الدول الثلاث بل هو ملكية دولية شائعة بين الدول الثلاث وأن الحل في تقاسم مشاكل مياه الأنهار الدولية يكون عبر التفاوض السياسي بين خبراء الدول الثلاث على أساس القانون الدولي وليس عبر محاولة خم طرف لصالح طرف ضد طرف ثالث عبر التصريحات والتهديدات الجيولوجية الساذجة!!
مع العلم الجغرافي التوضيحي لكل من هبّ ودبّ من خبراء آخر الزمان أن أغلب أجزاء السودان بعيدة من النيل بخلاف مصر المحشورة على طول النيل وأن وقوع أي كارثة نيلية ضخمة، لا سمح الله، سيكون ضررها على مصر أم الدنيا أكبر بكثير من ضررها على السودان أبو الدنيا!!
أما بخصوص الكوارث الطبيعية الضخمة كالأعاصير والزلازل والبراكين فنقول أنها قد تحدث فجأة ودون سابق إنذار في أي مكان في الكرة الأرضية ولا تستطيع أي حكومة أو أي شعب مواجهتها، وفي كل أسبوع تقريباً تضرب العواصف المدمرة بلدات أمريكية وتدمر البيوت وتقتل السكان وتحطم السيارات ويتصايح الأمريكان حكومةً وشعباً ولكن ما باليد الحكومية أو الشعبية الأمريكية أي حيلة!!
وبمفهوم المخالفة نحن نقول أيضاً لهذا الخبير المصري ولموقع أخبار السودان: إذا انهار السد العالي بسبب الاعصار دانيال أو غيره من أسماء العواصف الرهيبة العجيبة فإن القاهرة ستخفي وستختفي مصر!!
ومافيش حد أقوى من حد في مواجهة الكوارث الطبيعية!!
المصدر: رأي اليوم