تحيي تونس كل عام ذكرى استشهاد المناضل والمجاهد مصباح الجربوع، الذي استشهد عام ١٩٥٨ في معركة رمادة، برصاص٦ الاحتلال الفرنسي، وذلك بعد سنوات من قيادة المقاومة المسلحة في الجنوب الشرقي كبّد خلالها المحتل خسائر جمّة جعلت الجربوع من أشهر المقاومين التونسيين.
سلسلة لا تنتهي في ميدان الشهادة والتضحيات، تونس كغيرها من البلدان العربية والتي عانت من إرهاب الاحتلال ومراره، تونس من البلدان التي ولدت مقاومين دافعوا عنها وعن القضية الفلسطينية، وفي كل زمان دولة ورجال وشجعان يواجهون المستعمرين، وفي زماننا هذا شاهدنا وشهدنا رجولة وشجاعة الجنرال قاسم سليماني، شهيد الأرض المقدسة، الذي ضحى بدمه وروحه من أجل محاربة المجرمين والقضاء عليهم.
وفي عودتنا إلى الشهيد الجربوع الذي قاد عديد العمليات ضد المحتل الفرنسي في الجنوب الشرقي، وبالخصوص الهجمات على الثكنات العسكرية، وقد نصب كمينًا للقوات الفرنسية قرب بئر الأحمر بتطاوين في 25 ماي/آيار 1952 حصد به أرواح عديد الجنود المحتلين، ثم تحصّن في الجبال في حين قامت القوات المحتلة باعتقال عدد من أقاربه بالخصوص زوجته ووالده. ولكن واصل القائد مصباح في عملياته، ومنها نصب كمين يوم 1 سبتمبر/أيلول 1952 على الطريق الواصلة بين تامزرط ومطماطة استهدفت سيارة عسكرية فرنسية.
الشهيد قاسم سليماني أعاد هيبة المجتمع العربي بعد أن قضى على داعش أخطر التنظيمات الإرهابية، وأفشل مخطط واشنطن وأوروبا في الشرق الأوسط، استمر القائد سليماني في تحرير المناطق المحتلة من قبل داعش لسنوات، إلى أن تم القضاء على هذه الكتلة السرطانية المدعومة صهيونيا، وقامت أيادي خبيثة باغتياله ليصبح شهيدا يمجده التاريخ.
وبالعودة إلى مصباح الجربوع أحد أعلام المقاومة المسلحة، وكان قد انحاز خلال الصراع اليوسفي-البورقيبي إلى الحبيب بورقيبة، وقد عًين على رأس لجنة الرعاية التي كلفت بمطاردة اليوسفيين بكل من مدنين وتطاوين، وقد تشكى منه يوسفيون باتهامه بقتل عدد منهم.
الأيادي التي قتلت الشهيد سليماني هي أيادي صهيونية لا تحترم الإنسانية ولا تحترم أي قانون دولي، حيث تم اغتياله مع رفيق دربه أبو مهدي المهندس في أرض العراق، لم تمر هذه الجريمة دون انتقام من قبل القيادة الإيرانية، التي كسرت هيبة أمريكا في الشرق الأوسط، وأوضحت للعالم أن القوات الأمريكية ليست إلا وهما.
كل قوة مستعمرة تم تلقينها درسا من قبل المجاهدين، الذين ضحوا بدمائهم الزكية والطاهرة، لينعم أبناء الوطن العربي بالأمن والأمان.
اُستشهد مصباح الجربوع يوم 25 ماي/آيار 1958 في معركة رمادة أثناء معركة الجلاء العسكري بالجنوب برصاص رشاشات الطائرات الفرنسية ولم يعثر عليه إلا بعد شهر من نهاية المعركة، ليخلد اسمه كأشجع المقاومين الذين طالما أذاقوا الجنود الفرنسيين الويل، وقد قتل عددًا منهم في عديد المعارك طيلة سنوات كفاحه المسلح.