ثورة الإمام الحسين عليه السلام وإحياء أربعينه باتت لا تخص شعبا دون آخر، بل تخص شعوب العالم جميعاً وكل الأحرار والشرفاء والثائرين على الظلم لأن ثورة الإمام الحسين عليه السلام هي ثورة عالمية وإنسانية .. فقضية الحسين ع رسمت منعطفا تاريخيا ونقطة مفصلية أصبح بعدها شاخصا للعيان الحق من الباطل، وفي هذا اليوم (الأربعين الحسيني) ترى أن كل الناس معنيون بهذا الجرح، مسلمين ومسيحيين بل وكل أبناء الديانات السماوية، لأنه لا فرق بين ظلم وقع بمسلم وظلم وقع بمسيحي.. في يوم الأربعين نرى عشاق أهل البيت عليهم السلام قادمين من كل حدب وصوب يسيرون في مسيرات الأربعين ، يجمعهم عشق الحسين و الولاء للحسين عليه السلام، وبذلك ترى أن قضية الإمام الحسين عليه السلام لم تقتصر أبعادها على معركة كربلاء في ظهر عاشوراء وإنما هي مدرسة إنسانية تخص الصغير والكبير والمسلم والمسيحي بل وكافة الأديان والطوائف، لأنها وحدت مبدأهم الإنساني فعلمتهم الوقوف بوفاء وثبات عند القضية و رسّخت في نفوسهم رفض العبودية والاستكبار والهيمنة ومحاربة الفساد والظلم..
يقول الكاتب والمفكر المصري الدكتور احمد راسم النفيس في إحدى الندوات الثقافية: “إننا أمام معجزة من معجزات الإمام الحسين (ع)٬ وهي الطريقة المليونية التي يحتفي فيها المؤمنون لإحياء هذه المناسبة٬ قبل أيام كنت في النجف فرأيت أنّ الملايين الحاضرة تفوق أعدادها الجماهير التي أحيت ذكرى عاشوراء٬ وذلك لأنّ مناسبة الأربعين هي تجديد العهد.
وأضاف الدكتور “أحمد راسم النفيس” أن المعجزة في أنّها على مدى أربعة عشر قرناً حوربت هذه المراسيم من قبل حكام الجور من المتوكل العباسي إلى صدام حسين الذي كان يحرم هذه المراسيم٬ واليوم نجد أنّ الملايين تأتي من كل حدب وصوب إلى كربلاء لإحياء هذا اليوم العظيم وذكرى الإمام الحسين (ع).
وقال أيضا: ” إنّ حركة الجماهير هي عنصر ضروري من عناصر القوة لأي مشروع فكري وعقائدي”.