إن سياسة التوسع الاستيطاني الإسرائيلية ستقابل دائمًا بالمقاومة.
تكثفت الإجراءات الاستعمارية لتعزيز المستوطنات الإسرائيلية منذ التشكيل المبكر لحكومة نتنياهو المتشددة، مما يعكس استراتيجيات الاحتلال “الناعمة” لابتلاع الأراضي الفلسطينية وتعزيز أعمال المستوطنين الإرهابية.
منذ وصول شخصيات فاشية متطرفة إلى السلطة في “إسرائيل”، سُجلت قفزة غير مسبوقة في بناء المستوطنات الاستعمارية. كشفت الحكومة المتطرفة المنتخبة مؤخرا عن خطط لبناء أكثر من 14 ألف وحدة سكنية جديدة تعتبر أكبر مخطط إرهابي لاستكمال احتلال الضفة الغربية وزيادة الوجود الإسرائيلي في فلسطين.
وفي وقت سابق من العام الجاري، بلغ عدد الهجمات الإرهابية التي نفذها المستوطنون الصهاينة أكثر من 1250 اعتداء تنوعت بين قتل فلسطينيين عزل، وإضرام النار في ممتلكات خاصة، والاستيلاء على الموارد الطبيعية. وتسيطر سلطات الاحتلال بشكل منهجي على الأراضي المحورية المملوكة للفلسطينيين وتحولها إلى بؤر استيطانية للمستوطنين الجدد تحت وصاية الجيش الإسرائيلي. وهذه الخطوات تعطي الضوء الأخضر للصهاينة لممارسة الإرهاب ضد الفلسطينيين.
كما تعرضت المقدسات المسيحية في القدس المحتلة لـ40 اعتداءً عنيفًا من قبل المستوطنين الفاشيين، شملت الاعتداءات على كهنة ومقابر وشواهد قبور مسيحية، بالإضافة إلى اقتحام الكنائس تنفيذًا للمشروع الصهيوني.
وقال مراقبون إن موجة النشاط الاستيطاني الحالية التي تقودها الحكومة القومية المتطرفة تهدف إلى زعزعة استقرار الوضع وسط دعوات مختلفة أطلقتها شخصيات متطرفة في حكومة نتنياهو للاستيلاء على المزيد من الأراضي.
وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بعد التصديق على اتفاق مع نتنياهو لتجاوز عملية بناء المستوطنات المكونة من ست مراحل: “سنواصل تطوير المشروع الاستيطاني وتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الأراضي”.
وتؤدي الهجمات اليومية التي يشنها المستوطنون إلى تقويض حياة الفلسطينيين من خلال منعهم من الوصول إلى أراضيهم ومزارعهم، وتشكل تهديداً مستمراً لحياتهم، الأمر الذي يجبر بدوره الفلسطينيين على الدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم. وواجه الفلسطينيون خلال شهر آب/أغسطس 2023، 113 اعتداءً للمستوطنين في الضفة الغربية، بحسب إحصائية أصدرها مركز المعلومات الفلسطيني.
ويرى الفلسطينيون أن التوسع الاستيطاني يمثل تغييرًا خطيرًا لقواعد اللعبة الجغرافية يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الوضع في الضفة الغربية، خاصة بعد سلسلة تصاريح البناء الاستيطانية الجديدة التي أصدرتها حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية.
يطبق كيان الاحتلال نظام الفصل العنصري والهيمنة القاسي على الفلسطينيين الأصليين، والذي يستعبد ويسيطر على حقوقهم الأساسية. وتحت مظلة الحكومة اليمينية المتطرفة، يعكس القتل غير القانوني والطرد المنهجي للفلسطينيين النوايا الاستعمارية الحالية للحفاظ على نظام القمع والهيمنة.
ومن خلال دعمها المالي والعسكري والدبلوماسي الذي لا مثيل له للاستعمار العسكري العدواني الذي طال أمده في ظل نظام الفصل العنصري، فإن الإدارة الأمريكية متواطئة في تفاقم الأوضاع الأمنية والاجتماعية الفلسطينية. لم تفعل حكومة بايدن شيئًا للفلسطينيين باستثناء السماح للجيش وقوات الأمن الإسرائيلية باستخدام القوة المميتة المفرطة ضد الفلسطينيين الأبرياء مع الإفلات الكامل من العقاب. لقد أدى التعاون الأمريكي الثابت مع كيان الاحتلال إلى عواقب مدمرة من حيث انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطينية والانتهاكات الصارمة للمعايير الدولية.
علاوة على ذلك، فإن تسارع وتيرة علاقات التطبيع مع الدول العربية مكّن الاحتلال الإسرائيلي من المضي قدمًا في تنفيذ مخططاته الإستراتيجية الاستعمارية للسيطرة على الأراضي الفلسطينية وسط تجاهل نهائي لكل الإدانات الإقليمية والدولية.
يعيش الفلسطينيون تحت وطأة الإذلال الاستعماري الإسرائيلي منذ أكثر من سبعة عقود، شهدوا خلالها عددًا هائلاً من العقوبات الجماعية، وسفك الدماء القاتلة، والاعتقالات الجماعية الكاسحة، والاستيلاء غير القانوني على الأراضي.
إن التكلفة الكارثية لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي لم تترك أي خيار أمام الفلسطينيين سوى مقاومة المحتل، خاصة بعد الفشل الذريع لجميع الجهود الدبلوماسية التي بذلتها القيادة الفلسطينية. ويعتقد الفلسطينيون اعتقادًا راسخًا أن سلطات الاحتلال تضيّع الوقت لاستئصال وطمس حقائق التراث والوجود الفلسطيني. ومن هنا، استخدمت جميع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة كل الأدوات الممكنة للحفاظ على التفوق الصهيوني وطرد الوجود السكاني الفلسطيني.
ويواصل كيان الاحتلال انتهاكه الصارخ للقوانين الدولية قيادة عملية بناء المستوطنات دون مساءلة انتهاكاتها. يواجه الفلسطينيون الإرهاب الإسرائيلي بكل الوسائل الممكنة، وهو ما قد لا يكون كافيا إذا لم يرافقه خطوات جدية تتخذها القوى الدولية لتفكيك وإنهاء التوسع الاستيطاني. إن الخيار الوحيد المتاح أمام الفلسطينيين لوقف التوسع الاستيطاني هو القتال والمقاومة ضد النظام الصهيوني حتى هزيمته.
الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع المغرب العربي الإخباري بل تعبر عن رأي كاتبها حصرياً.
الولايات المتحدة
فلسطين المحتلة
فلسطين
إسرائيل
قوات الاحتلال الإسرائيلي
الرئيس الأمريكي جو بايدن
القدس
الاحتلال الإسرائيلي
المقاومة الفلسطينية
القضية الفلسطينية
إدارة بايدن