لاتزال الإزدواجية لدى دول الهيمنة تسيطر وتمزق نسيج شعوب العالم، دون مراعاة أدنى مستوى المسؤولية تجاه الشباب ومستقبلهم على كافة الأصعدة، ورغم كل ما يجري من أحداث مأساوية في العديد من الدول بسبب الحروب والأزمات الاقتصادية، نرى أن التي تسمي نفسها باللجنة الدولية الرياضية لا تراعي أي حقوق إنسانية وتهين وتنسف الروح الرياضية التي تغنت بها لسنوات.
كان من الأجدر أن تطرد اللجنة الدولية الكيان الصهيوني المجرم، الذي لا يتوانى عن ارتكاب المجازر الوحشية بشكل يومي بحق الشعب الفلسطيني من نساء وأطفال وشيوخ، وكان عليها أن ترفض مشاركة اللاعبين الإسرائيليين في الألعاب الأولمبية وتصدر قراراً بمنع رفع علم الاحتلال في أي نشاط رياضي.
إلا أن هذه اللجنة سارت بعكس التيار الإنساني وقامت بفرض الشروط على اللاعبين الروس والبيلاروسيين للتضييق عليهم ومنعهم من المشاركة في الأولمبياد وهي تعلم جيدا أن الشروط التي وضعتها على هؤلاء اللاعبين مرفوضة من قبلهم وقبل حكومة بلادهم.
فقد رفض الاتحاد الروسي للمصارعة، السبت، “بالاجماع” الدعوة الموجهة من قبل اللجنة الأولمبية الدولية لرياضييه من أجل المشاركة في أولمبياد باريس كمحايدين، مندداً بـ”القيود” وطريقة الاختيار، وفق ما أعلن في بيان له.
روسياً و22 من بيلاروس في الألعاب الأولمبية التي تحتضنها باريس “وفقاً لأكثر السيناريوهات احتمالاً”، وبحد أقصى 55 و28 توالياً، في عدد اقل بكثير من 330 رياضياً روسياً و104 من بيلاروس شاركوا في ألعاب طوكيو 2021.
كما لن يشارك الرياضيون المحايدون في حفل الافتتاح على نهر السين، ولن يشير الجدول إلى الميداليات التي سيفوز بها هؤلاء، إضافة إلى أنه سيكون لهم علمهم الخاص بخلفية خضراء و سيخلو نشيدهم من الكلمات مع رفض ترديد النشيد الوطني الخاص بهم.
هذه الديكتاتورية الدولية تحرم لاعبين جاهدوا وتعبوا ليصلوا إلى حلمهم وتحقيق طموحاتهم ورفع راية بلادهم أمام العالم، هذا الظلم هو بسبب هيمنة دول الاستكبار وعلى رأسها أمريكا ودول أوروبا لإخفاء الحقائق وما يجري من أحداث مأساوية وجرائم وحشية يرتكبها الكيان الصهيوني بحق فلسطين وشعبها.