موقع المغرب العربي الإخباري :
لاشك في أن العدوان إسرائيلي على معبر رفح والسيطرة على معبر فلادلفيا/ صلاح الدين تم بالتنسيق الكامل والمسبق مع الجانبين الأمريكي والمصري. والملاحظة التي ينبغي تسليط الضوء عليها هي أنه في المرحلة الراهنة فالكيان الاسرائيلي يعمل على المضي بمخططين رئيسين: الأول، احتلال الجانب الفلسطيني من معابر كرم ابوسالم ورفح ومحور فيلادلفيا والتي تمتد من الحدود المصرية إلى مدينة رفح وتشمل منطقة زراعية. والثاني القيام بقصف المناطق في شرقي الرفح.
الكيان الصهيوني يحاول من خلال هذين المخططين تحقيق أربعة اهداف: الهدف الأول، ممارسة الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للحصول على تنازلات منها في طاولة المفاوضات من خلال السيطرة على محور فيلادلفيا الاستراتيجي ومعبر رفح وفرض الضغوط على المدنيين.
الهدف الثاني، تحقيق صورة النصر لرئيس وزراء الكيان “بنيامين نتنياهو” تمهيدا للطريق وتسهيله للتقبله بوقف إطلاق النار من غير انهيار حكومته، بعبارة أخرى فإن نتنياهو في حال القبول بوقف إطلاق النار بامكانه أن يدعي بأنه قام باجتياح رفح ما يمثل مطلب المتطرفين في حكومته مثل بن غفير واسموتريج ومن ثم الادعاء بأن حماس فشلت وبعد ذلك تم التوصل إلى اتفاق.
الهدف الثالث، السيطرة على معبر رفح باعتباره المعبر البري الوحيد في قطاع غزة والذي يربطه بالخارج كما أنه يعتبر المحور الرئيسي لوصول المساعدات إلى القطاع. وتحقيق هذا الهدف يمهد المجال لمرحلة ما بعد الحرب. وفي هذا الصدد، فإن تسليم إدارة المعبر لشركة أمنية أمريكية والسلطة الوطنية الفلسطينة وبالتحديد للقوات التابعة لرئيس جهاز المخابرات تابعة للسلطة الفلسطينية“ماجد فرج” وبعد ذلك وضع إدارة المساعدات تحت سيطرة السلطة وبسط نفوذها وتعزيزها في قطاع غزة تمهيدا لحذف حركة حماس، وفي هذا الخصوص، فهناك تقارير تفيد بأن ماجد فرج بدأ نشاطاته.
الهدف الصهيوني الرابع هو تمهيد الطريق للمراحلة التالية للعملية في رفح وتنفيذ الخطط الاسرائيلية. وإحدى السناريوهات المتوقعة هو أن عمليات العدو في رفح ستكون على مراحل وبشكل تدريجي تمهيدا للحد من ضغوط الرأي العام العالمي. والملاحظة التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار هي أن ترجمة مخططات العدو على أرض الواقع ستستغرض وقتا غير قليل وهذا سيصب في مصلحة المقاومة الفلسطينية. كما أن إحدى العقبات التي تعرقل وتعترض حرية عمل الكيان في رفح هو مصر، ذلك أن قلق مصر الرئيسي هو تدفق النازحين الفلسطينيين إلى الحدود ودخولهم إلى سيناء. وعلى هذا فإن الكيان الصهيوني من خلال اجتياحه لمحور فيلادلفيا يحاول التصدي للنازحين ومنعهم من التدفق إلى الأراضي المصرية ولهذا لم ترد مصر على عدوان الكيان على رفح. وبات واضحا لمختلف الأطراف أن خطة اسرائيل النهائية في رفح تقسيم هذه المنطقة وتنفيذ عملياتها بشكل تدريجي وعلى مراحل منعا لاستفزاز الرأي العام العالمي. وبما أن المفاوضات في القاهرة حول وقف اطلاق النار منيت بالفشل بسبب معارضة الكيان الصهيوني، فمن المتوقع أن تقوم اسرائيل بتشديد وتصعيد العملية في منطقة شرق رفح، خاصة بعد رد الفعل المصري المنفعل وبل المتواطئ مع الكيان. وفي هذا المجال، فإن التصريحات التي يطلقها مسؤولو الإدارة الأمريكية حول معارضتهم شن هجوم واسع على رفح إن دلت على شيء فإنما تدل على أن كل ما يجري على الأرض، يجري بعلم وتنسيق أمريكي كامل وبل بإيعاز مباشر من واشنطن.
كاتب وباحث بالسياسة والإعلام
انسخ الرابط :
Copied