موقع المغرب العربي الإخباري :
الثيمة التي يحاول الإعلام تكريسها حول أهل غزّة حاليّاً هي: “وين نروح”؟!
ليس تقليلاً من معاناة أهل غزّة، ولكن عمليّاً أهل غزّة يعدمون مكاناً آمناً وقابلاً للعيش يذهبون إليه منذ سبعة أشهر.. فما الذي استجد؟!
الخشية أن يكون السبب وراء تكرار سؤال: وين نروح”؟ أن يصبح “الميناء العائم” بشكل تلقائيّ هو الإجابة الوحيدة والمتاحة والمنطقيّة!
من حيث المبدأ، لو قرّر أهل غزّة الهجرة خارجاً منذ اليوم الأول لما كان لأحدٍ الحقّ بأن ينتقدهم أو يزايد عليهم؛ فما يتعرّضون له فوق تصوّر البشر، والقضية والأقصى وفلسطين ليسوا “طابو” مسجّل بأسمائهم دون سائر الأمّة، والذي لا يعجبه هذا الكلام فليشمّر عن ذراعيه ويرينا بطولاته!
الكلام هنا موجّه إلينا، نحن الذين ما زلنا نخذل أهل غزة ونتواطأ ضدّهم وضدّ صمودهم طوال هذه المدة كي نغلق في وجوههم كافّة السبل، ونضطرهم اضطراراً إلى مثل هذه الخيارات، ونُنجح مخططات العدو ومؤامراته المُبيّتة مسبقاً بهذا الصدد!
ليس مستغرباً أنّ الذين يتآمرون على أوطان الشعوب هم عِلْيَة القوم من أهل السلطة والمال والأعمال؛ فهؤلاء دينهم مصالحهم ووطنهم نقودهم، وهم فقدوا منذ وقت طويل ذلك الارتباط الإنسانيّ الفطريّ بجغرافيا بعينها أو تراب بعينه، ويعتبرون كلمات مثل الوطن، الأم، الشرف، الأصل والفصل، الأرض المقدّسة، الأرض المباركة، الحَرَم.. ضرباً من السذاجة والخرافة، ولا تعنيهم هذه المفردات إلا بمقدار قابليتها للاستهلاك الخطابي والتلاعب والتجيير والتكييش.
عندما تسمع المرّة القادمة مصطلحات مثل “قليل الأصل” أو “اللقيط” أو المشكوك في نسبه أو المطعون في عِرضه.. فلتكن هذه الفئة “الراقية” و”المخمليّة” من البشر هي أوّل ما يتبادر إلى ذهنك!
“وين نروح”؟!
في الدنيا، لا أظنّ أنّ أحداً يملك إجابةً لأهل غزّة أو يستطيع أن يُملي عليهم إجابته.
أمّا في الآخرة فالإجابة أسهل: موعدهم الجنّة!
كاتب اردني
انسخ الرابط :
Copied