رصد تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، الجمعة، ما أسماه “تعاظم قدرات حركة حماس العسكرية”، التي تعتمد فيها على الدروس التي تعلمتها خلال جولات الحروب المتتالية التي شنتها إسرائيل على القطاع خلال السنوات الماضية.
وأشار التقرير إلى أن الحركة تحاول استثمار حالة الهدوء النسبي القائم التي تبعت اتفاق وقف إطلاق النار عقب انتهاء الحرب في مايو/أيار الماضي، لإعادة تسليح ذاتها ليس فقط في قطاع غزة، بل في الضفة الغربية أيضاً.
حماس تحاول استثمار حالة الهدوء النسبي القائم التي تبعت اتفاق وقف إطلاق النار عقب انتهاء الحرب في مايوالماضي، لإعادة تسليح ذاتها ليس فقط في قطاع غزة، بل في الضفة الغربية أيضاً.
وقالت “يديعوت” إن الحركة تعلمت من دروسها في التعامل مع إسرائيل، وهي تستعد بالفعل لحربها القادمة معها، وهذه المرة على نطاق أوسع يشمل احتجاز جنود وربما مدنيين، بحسب زعم الصحيفة، التي استندت على ما وصفته بـ”تحليل المعطيات”، فضلاً عن مضاعفة قدراتها العسكرية في مجال إطلاق الصواريخ لمديات أبعد من تلك التي استخدمتها في الحرب الأخيرة.
وأعادت الصحيفة السبب في ذلك، إلى قيام حركة حماس بتوحيد قياداتها داخل وخارج قطاع غزة، متهمة القيادي فيها صالح العروري بأنه العقل المدبر لكل العمليات الفردية التي تحدث في الضفة الغربية، وأنه يدفع لاستمراريتها، مشيرة إلى أنه دأب من أجل ذلك على السفر إلى بيروت واسطنبول والدوحة بغرض تعزيز علاقات الحركة مع المحيط.
وأضافت: “يبدو أن العاروري يمتلك مؤهلات أوسع بكثير مما يظهر”، مؤكدة فشل الجيش الإسرائيلي في تقويض العمليات الفردية في الضفة الغربية، والتي تتهم حماس بالمسؤولية عنها، قائلة: “لا يبدو أن العمل اللامتناهي الذي تقوم به قوات الأمن الإسرائيلية في القبض على الخلايا المسلحة في الضفة الغربية يثبط عزيمة العاروري”.
في الأثناء، أشار التقرير إلى أن حماس تستثمر الهدوء النسبي في الوقت الراهن لإعادة بناء وتعزيز قدراتها، ففي الأشهر السبعة الماضية ومنذ مايو/أيار الماضي نفذت الحركة مراجعة شاملة وتوصلت إلى خطة من شأنها أن تسمح لها بمواجهة إسرائيل بشكل أكثر كفاءة في المستقبل.
وأردف: “تعتمد حماس اليوم نظاماً جديدا يقوم على إعادة التوزيع الأقصى لقدراتها، بحيث يمكنها العمل حتى لو تم إحباط بعض من عملياتها خلال الصراع المقبل”.
تعتمد حماس اليوم نظاماً جديد يقوم على إعادة التوزيع الأقصى لقدراتها، بحيث يمكنها العمل حتى لو تم إحباط بعض من عملياتها خلال الصراع المقبل
ووفق التقرير، فإن الحركة المقاومة تمكنت خلال الحرب الأخيرة من إطلاق أكثر من 100 صاروخ في غضون دقائق وفي عدة أماكن باتجاه هدف واحد لتجعل من الصعب على القبة الحديدة التعامل مع هذا الكم الكبير من القذائف الهائلة. تريد حماس الآن تحسين هذه القدرة لتكون قادرة على إطلاق أكثر من 200 صاروخ في وابل واحد لتحدي نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي.
ولفت إلى أنه بالرغم من استهداف إسرائيل مركز البحث والتطوير التابع للحركة خلال الحرب الأخيرة، وشعور إسرائيل بأنها أفقدت حماس مصدر معلومات ومعظم عقولها المفكرة، إلا أنها استطاعت استعادة قدراتها بمساعدة حزب الله اللبناني، الذي يساعدها في تحسين دقة الصواريخ، وتطوير وإنتاج طائرات بدون طيار، وشن حرب إلكترونية لتعطيل عمليات الجيش الإسرائيلي ونظام القبة الحديدية.
كما تتدرب قوات الكوماندوس البحرية التابعة لحماس، المكونة من عشرات المقاتلين، على عمليات بحرية مختلفة، بما في ذلك الغوص لمسافات طويلة، باستخدام قوارب سريعة تسمح لهم بالاقتراب من مصفاة نفط إسرائيلية أو شواطئ لاستهداف هذه المواقع بمضادات صواريخ موجهة للدبابات.
لكن القدرة الرئيسية التي تحاول حماس تحسينها قبل الحرب القادمة مع إسرائيل هي “الأسر”، ففي الأيام القليلة الماضية، نفذت الحركة في غزة مناورة عسكرية كبيرة ، كان جزء كبير منها سيناريو خطف جندي أو مدني إسرائيلي.
وبسبب استكمال إسرائيل للجدار تحت الأرض، من المتوقع أن تخطط حماس لعملية تفجير بالسيارات المفخخة وتنفذ على الفور اختراقا سريعا عبر الفتحات فيه، وإرسال وحداتها في عدة اتجاهات وأسر إسرائيليين.
هذه الخطة، بالمناسبة، يمكن أن تفاجئ إسرائيل دائما ولن تحدث بالضرورة في أعقاب نزاع آخر عبر الحدود.
بالإضافة إلى ذلك، تتدرب حماس أيضا على التسلل إلى إسرائيل باستخدام المظلات، وفي الأسابيع المقبلة، ستجري تدريبات كبيرة أخرى تركز فيها على إطلاق وابل صاروخي في البحر.