بعد إعلان بدء سريان الهدنة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، تحدث محلل الميادين للشؤون العربية والإقليمية، عبد الرحمن نصار، عن المسار الذي تم اتباعه للوصول إلى وقف إطلاق النار.
وأكد نصار أنّ “الموقف كان واضحاً منذ البداية، على الصعيد الفلسطيني”، مؤكداً أن “المقاومة لن توقف هذه الجولة إلا مع وقف الاغتيالات والاستهداف للقادة والأفراد، وأيضاً وقف قصف البيوت والمدنيين”.
كما أشار إلى أنه ضمن صياغة الجمل على بيان الاتفاق، تم التشديد على كلمة “أيضاً”، للعطف على منع اغتيالات الأفراد، أي منع اغتيال أي فرد فلسطيني، مدني أو عسكري.
وأضاف نصار أنّ حركة الجهاد كانت تطمح “لوقف الاغتيالات في الضفة الغربية وفي غزة”، لكن الوسطاء المصريون طلبوا حذف عبارة “في الضفة وغزة”، وترك الأمور في عموم فلسطين المحتلة.
كذلك، لفت إلى أنه “جرى اللعب إسرائيلياً على فكرة وقف اغتيال القادة، وترك فكرة الكوادر الميدانيين، لكن الجهاد رفضت هذا الأمر وأصرّت على كلمة الأفراد بما يشمل الجميع مقاتلين وحتى القادة”.
وبحسب نصار، فإنّ هذا التفصيل، هو الذي أعاق الوصول إلى اتفاق على مدار 4 أيام.
وأوضح أنّ الوسطاء المصريين خفضوا في اليومين الأخيرين مستوى التواصل مع الاحتلال، “وهذا الأمر كان نابع من مشكلة كبيرة، وهي أنّ القاهرة، لمست أنّ جيش الاحتلال وجهاز “الشاباك”، أرادا إنهاء “هذه الجولة سريعاً، بينما نتنياهو ومن معه من وزراء، خافوا من سقوط حكومتهم، ولذلك أرادوا الإصرار على استمرار المعركة”.
ووفق نصار، “قام الوسطاء المصريون بخطوتين، الخطوة الأولى هي خفض مستوى التمثيل، والخطوة الثانية هي إبلاغ الأميركيين بأنّ “إسرائيل” هي المتعنّتة وليس الفلسطينيين، لأنّ شرط الفلسطينيين واضح ولديهم الحق بالتمسك به، ولذلك إن كان يريد نتنياهو أن يحلّ مشكلاته الداخلية هو وائتلافه، فليحلّها بعيداً عن موضوع التصعيد، لأننا نرصد إشارات أنّ ما بعد يوم الأحد سيكون مختلفاً عما قبله”.
بدوره، أكد الكاتب في الشؤون السياسية، أحمد عبد الرحمن، للميادين أنّ حركة الجهاد الإسلامي حصلت على تعهد من خلال المصريين بوقف الاغتيالات.
ولفت عبد الرحمن، إلى أنّ سرايا القدس أطلقت أكثر من 1200 صاروخ خلال عملية “ثأر الأحرار”، كما استخدمت صاروخاً مضاداً للطائرات وصاروخ “كورنيت”.
وكشف أنّ “سرايا القدس أطلقت صاروخاً لم يستعمل من قبل، ويتميز بسرعة كبيرة فشلت القبة الحديدة في اعتراضه، كما استخدمت المقاومة 3 صواريخ جديدة لم يسبق لها أن استخدمتها”.
يُشار إلى أنه عند الساعة الـ 10 بتوقيت القدس الشريف، من مساء أمس السبت، جرى إعلان بدء سريان الهدنة، وبدأت الاحتفالات بالانتصار في معركة “ثأر الأحرار”.
وفي وقتٍ سابق أمس، أفادت مصادر في المقاومة للميادين، بأنّ “حركة الجهاد الاسلامي حصلت على تعهد إسرائيلي غير معلن، يقضي بوقف الاغتيالات، وتم التعبير عنه بمصطلح الأفراد”.
وتوسطت القاهرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، بدأ من العاشرة مساء أمس السبت.
وخاضت “سرايا القدس” وفصائل المقاومة منذ أيام، معركة جديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، استخدمت فيها صواريخ وتقنيات جديدة تجاوزت القبة الحديدية واستهدفت “تل أبيب”.