قال وزير الخارجية الصيني، تشين قانغ، إنه “إذا استمرت الولايات المتحدة في السير بالمسار الخاطئ في سياستها تجاه الصين، فسيؤدي ذلك إلى مواجهة”.
وأضاف تشين في مؤتمر صحافي سنوي، اليوم الثلاثاء، أنه “إذا لم تضغط الولايات المتحدة على المكابح، ومواصلة السير في المسار الخطأ، فلن تكون هناك حواجز قادرة على منع القطارات من الخروج عن مسارها وانقلابها، وهذا سيؤدي بالتأكيد إلى المواجهة والصراع”.
كما أشار إلى أنّ الولايات المتحدة تتحدث باستمرار عن ضرورة الامتثال للقواعد، لكنها في حدّ ذاتها “منافسة غير عادلة”، لافتاً إلى أنّ “الولايات المتحدة تتحدث عن احترام السيادة، ووحدة الاراضي ألاوكرانية، لكنها لا تحترم سيادة الصين ووحدتها”.
وأكد وزير الخارجية الصيني أنّ “الولايات المتحدة لا تنافس الصين منافسة شريفة وهي تحاول احتواءها”، مشيراً إلى أن النمو الصيني أثبت أنّ دول العالم لها قدرة كافية “على تقرير مصيرها”.
وقبل يومين، أعلنت الصين اعتزامها رفع ميزانيتها العسكرية بنسبة 7.2% في عام 2023 إلى 1553.7 مليار يوان، حوالى 224.8 مليار دولار، وفقاً لمسودة ميزانية الدولة الصينية.
التقارب الصيني الروسي يوفر التوازن في العالم
وزير الخارجية الصيني أشار إلى أنّ بكين وموسكو ستستخدمان أي عملة ما دامت آمنة، معقباً أنه “يجب عدم استخدام العملات كسلاح فتّاك”.
واعتبر أنّ “التقارب الروسي الصيني يوفر مزيداً من التوازن في العالم”، مؤكداً أنّ “الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا والصين ستزداد قوة بقيادة زعيمي البلدين”.
وقال تشين: “يحافظ رئيسا روسيا والصين على علاقات وثيقة. هذه هي بوصلة العلاقات الثنائية”، مضيفاً: “نحن على ثقة في ظل القيادة الاستراتيجية لزعيمي البلدين، أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة ستزداد قوة بين روسيا والصين في العصر الجديد”.
واعتبر أنه كلما ازدادت الاضطرابات في العالم، ازدادت الضرورة لتقدم العلاقات الصينية الروسية إلى الأمام بخطوات ثابتة.
كذلك، أوضح أنّ العلاقة بين الصين وروسيا “لا تشكل تهديداً لأي دولة، ولا تخضع لأي تدخل أو خلاف من قبل أي طرف ثالث”.
وزير الخارجية الصيني لفت إلى أنّ “الصين وروسيا وجدتا طريقاً للعلاقات بين الدول الكبرى يتسم بالثقة الاستراتيجية المتبادلة وحسن الجوار، ما يشكل مثالاً جيداً لنوع جديد من العلاقات الدولية”.
وسبق أن أعلن وزير الخارجية الصيني السابق، وانغ يي، أنّ “الصين ستدعم روسيا في تعزيز مكانتها كقوةٍ كبيرة في الساحة الدولية”.
الصراع والعقوبات لا يمكن أن تحل المشاكل في أوكرانيا
وفي نفس المؤتمر، تناول وزير الخارجية الصيني الوضع في أوكرانيا ورأى أنّ الأزمة الأوكرانية وصلت إلى “لحظة حرجة”، معتبراً أنّ العقوبات لا يمكن أن تحل المشاكل، وهناك ضرورة “لبدء حوار في أقرب وقت ممكن”.
وجدد تأكيده قائلاً:” الأزمة الأوكرانية وصلت إلى لحظة حرجة. إما أن تتوقف النيران، ويعود السلام، والشروع في الطريق الصحيح لتسوية سياسية، أو يصب الزيت على النار، وتتفاقم الأزمة، ويخرج الوضع عن السيطرة”.
وشدد على أنّ “الصراع والضغوطات والعقوبات لا يمكن أن تحل المشاكل في أوكرانيا”.
وأوضح وزير الخارجية الصيني، أنّ بلاده “ليست طرفاً” في الحرب في أوكرانيا، “ولا تزود أي من الجانبين بالسلاح، ومع ذلك تُهدد بعقوبات”، متسائلاً: “على أي أساس تُحمل المسؤولية وتهدد بالعقوبات”؟
وفي 21 شباط/فبراير الماضي، أعلنت الصين عزمها تقديم اقتراح للوصول إلى “حل سياسي” في أوكرانيا.
كما نفت الخارجية الصينية الأنباء الأميركية “الزائفة” بشأن تسليم بكين أسلحة لواشنطن، متهمةً الأخيرة بتصدير الأسلحة إلى كييف لتأجيج الصراع.
اقرأ أيضاً: بكين لواشنطن: عليكم تسوية الأزمة الأوكرانية سياسياً بدلاً من تأجيجها
بكين ستبذل قصارى جهدها لإعادة توحيد تايوان
وعلى صعيد تايوان، قال وزير الخارجية الصيني إنّ بكين ستبذل قصارى جهدها “لإعادة توحيد تايوان سلمياً”، لكنها “مستعدة لاتخاذ جميع الإجراءات الضرورية”.
وشدد تشين: “سنواصل بكل إخلاص بذل كل جهد لتحقيق إعادة التوحيد السلمي للوطن الأم بأكبر قدر من الإخلاص والجهود القصوى، مع الحفاظ على القدرة على اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة”.
وأشار وزير الخارجية الصيني إلى أنه “يجب ألا يستخف أحد بالعزيمة القوية والإرادة الراسخة، والقدرة الكبيرة للحكومة الصينية والشعب الصيني على الدفاع عن سيادة الدولة وسلامة أراضيها”.
وفي 9 كانون الثاني/يناير الماضي، أعلن الجيش الصيني في بيان، أنّ قواته “نظمت دوريات استعداد قتالي مشتركة، وأجرت تدريبات قتالية في البحر والجو في محيط تايوان.