تُواصِل إسرائيل توجيه الرسائل للعالم برّمته، ولإيران على نحوٍ خاصٍّ مفادها أنّها بصدد توجيه ضربةٍ عسكريّةٍ للجمهوريّة الإسلاميّة بهدف تدمير برنامجها النوويّ، وفي هذا السياق، كشف مدير عام وزارة الأمن الإسرائيليّة، الجنرال احتياط أمير إيشيل، كشف النقاب عن أنّ الجيش الإسرائيليّ بات جاهز حاليًا لشنّ هجومٍ في إيران، وقال الجنرال إيشيل، القائد السابِق لسلاح الجوّ في كيان الاحتلال، قال لإذاعة الجيش الإسرائيليّ (غالي تساهال) إنّ الجيش الإسرائيليّ مستعد لهجوم في إيران اليوم، ونحن في خضم عملية بناء القوة العسكرية ونحسن قدراتنا، على حدّ تعبيره.
وفي هذا السياق من المُهّم الإشارة إلى تصريحاتٍ كان قد أدلى بها الجنرال أيشيل في العام 2017، إذْ أنّه بعد أكثر من أربعين عامًا في الجيش، وخمس سنوات كقائد لسلاح الجو أنهى إيشيل، خدمته العسكريّة، وبهذه المُناسبة منح لقاءً خاصًّا للقناة الثانية في التلفزيون العبريّ، أطلق من خلالها التهديدات بتدمير لبنان وإعادته مئات السنوات إلى الوراء، على حدّ تعبيره.
ولكن بالمُقابل، وفي معرض ردّه على سؤالٍ، اعترف الجنرال إيشيل بأنّ إسرائيل أعجز وأوهن عن حماية عمق الدولة العبريّة، من أقصى الشمال حتى أقصى الجنوب مرورًا بالمركز، من صواريخ حزب الله، علمًا أنّه وفق تقديرات تل أبيب فإنّ الحزب يمتلك حوالي 150 ألف صاروخ، وأنّ كلّ بقعة في إسرائيل باتت في مرمى صواريخ المُقاومة.
علاوةً على ذلك، زعم إيشيل أنّ سلاح الجوّ يمتلك اليوم قدرات هجوميّة، لم تكُن لديه في حرب لبنان الثانية في العام 2006، مؤكّدًا على أنّ تل أبيب ستسعى في الأيّام الأولى من الحرب بإنزال ضرباتٍ قاسيةٍ جدًا بكلّ لبنان، في محاولةٍ لإحراز نصر، ولكنّه امتنع عن القول إنّ سلاح الجوّ قادرٌ على حسم المعركة.
بالإضافة إلى ذلك، أقّر الجنرال بأنّ منظومات الدفاع التي يملكها الجيش ستُدفع للدفاع عن الأماكن الحساسّة والإستراتيجيّة عسكريًا، مُوضحًا أنّ الجيش لا يقدر على منح سكّان الدولة العبريّة الحماية من صواريخ حزب الله، بكلماتٍ أخرى، يُستشّف من تصريحاته بأنّ الحرب القادمة ستكون تدميريّةً: إسرائيل ستقوم بتدمير لبنان، ومن الجهة المُقابلة ستتعرّض الدولة العبريّة إلى هجومٍ واسع النطاق من صواريخ حزب الله، دون أنْ تتمكّن من منح الحماية للمواطنين.
من خلال تصريحات الجنرال إيشيل يُمكن التوصّل إلى نتيجةٍ حتميّةٍ بأنّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ لا يمتلك القدرة على حسم المعركة، وذلك على الرغم من أنّه السلاح الأقوى في المنطقة، إنْ لم يكُن عالميًا أيضًا، فحرب لبنان الثانيّة استمرّت 34 يومًا دون أنْ تنتهي بحسمٍ عسكريٍّ، في حين أنّ العدوان الإسرائيليّ الهمجيّ على قطاع غزّة في صيف العام 2014 استمرّ 51 يومًا، وبقيت المقاومة الفلسطينيّة تُطلق الصواريخ حتى الإعلان النهائيّ عن وقف إطلاق النار.
وَجَبَ التنويه بأنّ إسرائيل تقوم منذ أكثر من عقديْن من الزمن بتوجيه التهديدات لتدمير برنامج إيران النوويّ، إلّا أنّ هذه التهديدات لم تخرج إلى حيِّز التنفيذ، مع أنّ كيان الاحتلال يعتبر إيران تهديدًا وجوديًا وإستراتيجيًّا عليه.