قال موقع قناة “أن بي سي نيوز” إن ابتعاد الناخبين العرب والمسلمين عن “الحزب الديمقراطي” هذا العام، والذي تجلّت نتائجه في فوز دونالد ترامب، “دفعت بعض قادة المجتمع إلى التحذير من تحوّل دائم من كتلة تصويتية كانت ديمقراطية بشكل موثوق لمدة عقدين من الزمن منذ أن تخلّت عن الحزب الجمهوري”.
وذكّر الموقع بأن “الناخبين المسلمين دعموا المرشح الجمهوري، جورج دبليو بوش، في العام 2000، لكنّهم فروا من “الحزب الجمهوري” رداً على التدخّلات العسكرية التي تبنّتها إدارة بوش في الخارج بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر”.
وأضاف أنه “على مدى العقدين الماضيين، كانت نسبة تأييد المسلمين الأميركيين للديمقراطيين 2 إلى 1 تقريباً، في حين تحالفت المجموعات التي تمثّل المجتمع مؤسسياً مع الديمقراطيين، تماماً مثل المجموعات الأخرى التي تمثّل الناخبين الملوّنين. وبدا الحزب الديمقراطي مكاناً طبيعياً بشكل خاص للمسلمين في عهد ترامب، حيث حظر دخول الأشخاص إلى البلاد من الدول ذات الأغلبية المسلمة”.
وهنا يلفت “أن بي سي نيوز”، “لكن يوم الثلاثاء، فاز ترامب بأكبر عدد من السكان الأميركيين العرب في البلاد، وهي مدينة ديربورن بولاية ميشيغان. حيث حصد نسبة 42% من الأصوات – بزيادة تقارب 15 نقطة مئوية عن عام 2020 – في ديربورن، حيث أكثر من نصف السكان من أصل شرق أوسطي. وفي الوقت نفسه، حصلت هاريس على 36% فقط في المدينة، أي ما يزيد قليلاً عن نصف حصة بايدن من الأصوات في عام 2020. وكانت النتيجة متطابقة تقريباً في مدينة ديربورن هايتس المجاورة، والتي تضمّ أيضاً جالية كبيرة من الشرق الأوسط”.
وأجرى مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، أحد أكبر جماعات الدفاع عن حقوق المسلمين في البلاد، استطلاع رأي خاصاً به بعد الانتخابات بين الناخبين المسلمين. وقال إن 20% فقط من المستجيبين يؤيدون هاريس، مقارنة بـ 69% قالوا إنهم يؤيدون بايدن في استطلاع الرأي الذي أجراه المجلس في عام 2020.
وقال مدير الشؤون الحكومية الوطنية في المجلس: “يؤكد استطلاعنا النهائي لآراء الناخبين المسلمين الأميركيين أن المعارضة لدعم إدارة بايدن للحرب على غزة أدّت دوراً حاسماً، مما أدى إلى انخفاض حاد في دعم نائبة الرئيس هاريس”.
وذكر موقع “أن بي سي نيوز” أن الديمقراطيين المسلمين والعرب “يقولون إن حزبهم لم يأخذ على محمل الجد الغضب الذي تشعر به جاليتهم. والواقع أن العديد من الديمقراطيين افترضوا أن الناخبين العرب والمسلمين سيعودون إلى صفوفهم، سواء كانوا راغبين في ذلك أم لا”.
ونقل عن رانيا باتريس، وهي استراتيجية ديمقراطية أميركية من أصل فلسطيني، قولها إنه: “يوماً بعد يوم، ولأكثر من عام، حذّرنا الرئيس بايدن ونائبة الرئيس هاريس. تجاهل الرئيس بايدن ثم نائبة الرئيس هاريس مناشداتنا ومطالبنا وتحذيراتنا”.