كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية معطيات جديدة حول تسريب وثائق عسكرية واستخباراتية شديدة السرية تخص “البنتاغون الأميركي” والتي انتشرت في شبكة الإنترنت، وتضمنت تفاصيل يتعلق بعضها بالدفاعات الجوية الأوكرانية وبجهاز “الموساد” الإسرائيلي.
وبحسب الصحيفة، تثير المعلومات الإضافية “تساؤلات حول سبب عدم اكتشاف السلطات للتسريبات في وقت مبكر، سيّما أن التسريب الأول لوثائق البنتاغون السرية جاء بعد أقل من 48 ساعة من بداية الحرب الروسية – الأوكرانية”.
وتورد أن “بعض المعلومات الاستخبارية المنشورة تنبأت بالتطورات في ساحة المعركة. وفي 27 آذار/مارس 2022، تمّ مشاركة معلومات سرية حول الانسحاب الروسي من كييف، وبعد يومين أعلن المسؤولون الروس انسحابهم منها”.
وتؤكّد الصحيفة أن بعض المنشورات ” قامت بالتحدّث عن أعداد الضحايا، كما تحدثت عن أولويات الاستهداف في أوكرانيا وأنشطة وكالات الاستخبارات الروسية. إضافة إلى الدول التي تقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا”.
ويوماً عن يوم تتكشف حقائق جديدة من وثائق البنتاغون المسربة خاصة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، وآخرها كان عدد قتلى القوات الأوكرانية في العملية العسكرية الروسية، حيث تشير الوثيقة إلى مقتل ما بين 124500 و131000، وجرح نحو 113500 حتى الآن.
وحذرت الولايات المتحدة، وفقاً لوثائق البنتاغون المسرّبة، أوكرانيا، من محاصرة قواتها المحتملة في آرتيوموفسك (باخموت)، وعرضت عليها الانسحاب من المدينة.
وقال خبراء أمنيون غربيون ومسؤولون أميركيون إنّهم يشتبهون في أنّ “شخصاً من الولايات المتحدة” قد يكون وراء التسريب، وأشار المسؤولون إلى أنّ اتساع نطاق الموضوعات التي احتوت عليها الوثائق، والتي تتناول الحرب في أوكرانيا والصين والشرق الأوسط وأفريقيا، يشير إلى “تسريبها من أحد المواطنين الأميركيين”، وليس من أحد الحلفاء.
تجدر الإشارة إلى أن المتهم بتسريب وثائق البنتاغون جاك تيكسيرا مثُل أمام المحكمة قبل أيام، لتقرير ما إذا كان يجب أن يظل موقوفاً، بعد أسبوع على إلقاء القبض عليه.
وبعد الكشف عن التسريب، راجعت “رويترز” أكثر من 50 وثيقة بعنوان “سري وسري للغاية” ظهرت للمرة الأولى الشهر الماضي في مواقع التواصل الاجتماعي، بدايةً من منصتي “ديسكورد” و”فورتشان”.
وتوضح إحدى الوثائق، وهي بتاريخ 23 شباط/فبراير وتحمل علامة “سري”، بالتفصيل كيف سيتم استنفاد أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية “إس-300″، بحلول الثاني من أيار/مايو، وفقاً لمعدل استخدامها الحالي.
وربما يكون مثل هذه المعلومات الخاضعة لحراسة مشددة ذا فائدة كبيرة للقوات الروسية، فيما قالت أوكرانيا إنّ رئيسها وكبار مسؤوليها الأمنيين اجتمعوا يوم الجمعة لمناقشة سبل منع تلك التسريبات.
وعرضت وثيقة أخرى تحمل ختم “سري للغاية”، ومأخوذة من إفادة للاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) بتاريخ الأول من آذار/مارس، أنّ جهاز “الموساد” “دعم الاحتجاجات المناهضة” لخطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإحكام السيطرة على المحكمة العُليا.
وقالت الوثيقة إنّ الولايات المتحدة علمت بذلك من خلال إشارات استخباراتية، ما يشير إلى أنّ واشنطن كانت “تتجسس على أحد أهم حلفائها في الشرق الأوسط”.
وعرضت وثيقة أخرى تفاصيل متعلقة بمناقشات خاصة دارت بين كبار المسؤولين الكوريين الجنوبيين بشأن الضغط الأميركي على الحليف الآسيوي للمساعدة في إمداد أوكرانيا بالأسلحة وسياسة سيؤول القائمة على ألا تفعل ذلك.