تتواصل عمليات فرز الأصوات، الأحد، في نيجيريا حيث تشير النتائج -حتى الآن- إلى تعادل المرشحين الثلاثة الرئيسيين للانتخابات الرئاسية، وسط آمال كبيرة لدى الشباب الذين أمضى العديد منهم الليلة في الانتظار من أجل “حماية” أصواتهم.
ودعي إلى الاقتراع أكثر من 87 مليون ناخب ليختاروا من بين 18 مرشحاً، رئيساً تتمثل مهمته الشاقة في سنوات ولايته الأربع بإصلاح أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، تعاني من اقتصاد منهار وأعمال عنف تشنها مجموعات مسلحة وإجرامية، فضلاً عن فقر معمم بين السكان.
وعلى الرغم من بعض الحوادث الأمنية والمشكلات اللوجستية، جرت الانتخابات بهدوء. لكن النقل الإلكتروني للنتائج ونشرها لكل مكتب على حدة تأخر كثيراً، ما يثير مخاوف من تلاعب في الأصوات بعد عمليات اقتراع ماضية شابتها اتهامات بالتزوير.
وليلاً، كانت حشود من الناخبين في بعض المكاتب في لاغوس (جنوب غرب) تصور عمليات فرز الأصوات بشكل مباشر بهواتفها الذكية، مع إعلانها بصوت عالٍ مع الموظفين الانتخابيين في جو احتفالي. وسجلت تجمعات مماثلة في الطرف الآخر من البلاد في كانو (شمال).
وفي وضع غير مسبوق منذ عودة الديمقراطية في 1999، قد تشهد نيجيريا انتخابات رئاسية من جولتين إذا كان لبيتر أوبي (61 عاماً)، الذي نجح في فرض نفسه كمنافس جدي لمرشحَي الحزبين الرئيسيين المهيمنين
ولكن، في نهاية فترة بعد الظهر، استمرّت عمليات الاقتراع في عدّة مكاتب في جميع أنحاء البلاد مثل أنامبرا (جنوب شرق) وكانو (شمال)، حيث بدأ الناخبون بالتصويت بعد الساعة الثامنة والنصف صباحاً (وقت الافتتاح الرسمي)، بسبب تأخر نشر الأجهزة أو أعطال فنية.
وهذه المرة الأولى التي يتمّ فيها استخدام تقنيات جديدة على مستوى البلاد. ومن المفترض أن يحدّ تحديد هوية الناخبين من طريق التعرّف على الوجه والتعرّف الرقمي، من عمليات الاحتيال التي طغت على الانتخابات السابقة، وكذلك بالنسبة إلى النقل الإلكتروني للنتائج.
وتمّ الإبلاغ عن حوادث متفرّقة، مع محاولات تخويف واعتداءات في بعض المكاتب، خصوصاً في لاغوس، حسبما أفادت اللجنة الانتخابية، التي أكّدت في الوقت ذاته استمرار العملية الانتخابية.
وهذه الانتخابات تعد حاسمة، إذ من المتوقع أن تصبح نيجيريا البالغ عدد سكانها 216 مليون نسمة، في 2050 ثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم.
ويفترض أن تعلن نتائج الانتخابات خلال 14 يوماً من الاقتراع.
تحديات رئيسية تواجه رئيس نيجيريا المقبل
ومطلع هذا الشهر، تحدث موقع “ذا كونفرسيشن” عن 5 تحديات رئيسية تواجه الرئيس المقبل للبلاد.
وأبرز هذه التحديات التي ستواجه الرئيس المقبل هي طبيعة نظام الحكم المتصدع في نيجيريا، حيث تدفع الانقسامات وخطوط الصدع المتمثلة في المركزية العرقية والطائفية وضيق الأفق والتطرف الديني البلاد إلى حافة الهاوية، وفق الموقع.
كما لفت الموقع إلى أنّ الاستقطاب يتجلى في المحادثات حول الرئاسة التناوبية بحكم الأمر الواقع، والجدل حول المرشحين للرئاسة والعقيدة الدينية، والتحريضات الانفصالية الجديدة في الجنوب الشرقي، والخطاب السام والمتعصب حول العرق المنتشر في وسائل الإعلام الرئيسية ووسائل التواصل الاجتماعي.
أما النقطة الثانية، وفق الموقع، فهي انهيار الأمن القومي، نظراً إلى أنّ حالة الأمن القومي السائدة في نيجيريا “مروعة”، وحلّت مكان تمرد “بوكو حرام” المتراجع في الشمال الشرقي رابطة من اللصوصية والإرهاب في الشمال الغربي.