تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن الخطط التي ينوي المستوطنين القيام بها الأسبوع المقبل، والتي ستنتقل من “التشويش إلى الشلّ”، على أمل زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية، وفق تعبيرهم.
وأشارت صحيفة “هآرتس” إلى الخطوات المخطط لها، والتي ستشمل “توسيع دائرة عناصر الاحتياط الذين يتوقفون عن التطوع، وممارسة الضغط على الشركات الكبيرة ومنظمات العمال، ومحاولة الوصول إلى إضراب حيال التصويت على إلغاء قانون مبرر المعقولية في الأسبوع القادم”.
ولفتت الصحيفة أيضاً إلى أنّ منظمي الاحتجاجات يخططون لفعالياتٍ متواصلة بدءاً من “يوم التشويش” بعد غدٍ (الثلاثاء) إلى يوم الاثنين القادم، وعندها قد يصوّت الكنيست على القانون بالقراءتين الثانية والثالثة، حيث من المتوقع مطلع الأسبوع اجتماع قادة الاحتجاج بجهاتٍ اقتصادية رفيعة المستوى في موضوع الإضراب.
كما أوضحت أنّ في هيئة الاحتجاج ينوون زيادة الضغط أيضاً على رئيس “الهستدروت” بار دافيد، مضيفةً أنّ “في الأيام الأخيرة أُقيمت عدة تظاهرات خارج منزله في “كريات أونو”، وكذلك أمام مكاتب الهستدروت في “تل أبيب”.
هذا ويقدّر منظمو الاحتجاج أنّه في الأسبوع القادم سيزداد الضغط على الشركات والمنظمات تمهيداً للإعلان عن إضرابٍ شامل.
الصحيفة نقلت أيضاً عن أحد نشطاء الاحتجاج قوله إنّ “من يوم الثلاثاء (بعد غد) سنبطئ إسرائيل، ومن يوم الخميس (القادم) سنتجه إلى إضرابٍ شامل عشية القراءة الثالثة”.
ووفق الصحيفة فإنّ “يوم التشويش” نُقل من يوم غدٍ الاثنين إلى الثلاثاء، من أجل إعطاء نَفَس للمتظاهرين والنشطاء بسبب خشية المنظّمين من تآكلهم.
كما كان من بين المنظّمين من طلبوا يوماً إضافياً من أجل الاستعداد لفعاليات احتجاج أكثر أهمية، التي ستبدأ بعد غدٍ الثلاثاء صباحاً بقطع طرقات وتنتهي مساءً بتظاهرة أمام مقر الحكومة في حيفا، وهذه المرة لا يُخطط لتظاهرة حاشدة في مطار “بن غوريون”.
وفي يومي الأربعاء والخميس، يُخطط لتظاهرات خارج منازل أعضاء كنيست الاحتلال وخارج منزل رئيس الهستدروت، وكذلك مسيرات وتظاهراتٍ في مدنٍ محتلة كثيرة.
ويوم الأحد القادم، يُخطط لتظاهرة لمؤيدي التعديل القضائي في “تل أبيب”، ومنظمو الاحتجاج ينوون التظاهر مقابلهم، لكن حتى الساعة مختلفون في مسألة ما إذا كانوا سيعلنون عن “يوم تشويش” إضافي في نفس اليوم، وفق ما أوردت الصحيفة.
وبحسب الصحيفة، فإنّ هيئة الاحتجاج تستعد لاحتمال تغييرٍ في الجدول الزمني، وعندها من الممكن تأجيل جزءٍ من الفعاليات المخطط لها، لكن من المتوقع استمرار التظاهرات أيضاً إذا تم إقرار القانون.
وقال أحد قادة الاحتجاج: “فليشرّعوا. بدل اليأس سيكون هناك غضب. والغضب يُخرج الناس إلى الشوارع”.
وأمس السبت، خرج عشرات آلاف المستوطنين في تظاهرات، احتجاجاً على التعديلات القضائية، التي تعتزم حكومة نتنياهو إقرارها.
وتظاهر نحو 141 ألف مستوطن، للأسبوع الثامن والعشرين على التوالي، في شارع كابلان في “تل أبيب”، ضد التعديلات القضائية، كما تظاهر نحو 20 ألف مستوطن في حيفا المحتلة.
ويشهد كيان الاحتلال، منذ نحو 28 أسبوعاً، احتجاجات غير مسبوقة ضدّ التعديلات القضائية، التي تصرّ الحكومة، بقيادة بنيامين نتنياهو، على إقرارها، مع استمرار التحذيرات من أنّها تسفر عن “شرخ خطير في الداخل الإسرائيلي”.
وخلال التظاهرة، قال رئيس حركة “من أجل جودة الحكم”، إلياد شرغا، إنّ “أطرافاً في الحكومة طالبوا المستشارة القانونية للحكومة بالموافقة على استخدام القوّة ضد المتظاهرين”.
وقبل ساعات من بدء التظاهرات، أعلن 106 من جنود الاحتياط، الذين يخدمون في مراكز القيادة، إنهاء تطوعهم في قوات الجو الإسرائيلية، احتجاجاً على التعديلات القضائية، التي تعتزم حكومة بنيامين نتنياهو إقرارها، وفق ما أوردت هيئة البث الإسرائيلي، “كان”.
هذا وحذّر زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، قبل أيام، من أنّ “إسرائيل” ستصبح أكثر عزلةً وانقساماً في حال إقرار قانون التعديلات القضائية.