تستعدّ بريطانيا لتتويج الملك تشارلز الثالث غداً في العاصمة البريطانية لندن، في مراسم دينية تنظم بأبهة، وسيميزها حضور الابن الأمير هاري.
وبعد ثمانية أشهر على اعتلائه العرش بعد وفاة والدته إليزابيث الثانية عن عمر 96 عاماً، سيصبح تشارلز الثالث الملك البريطاني الأربعين الذي يتوّج في كنيسة ويستمنستر منذ وليام الفاتح في 1066. كما سيتمّ خلال الحفل تتويج الملكة كاميلا ذات الـ75 عاماً.
ويرتقب أن تشهد بريطانيا ابتداءً من يوم غد ثلاثة أيام من الاحتفالات بتتويج تشارلز الثالث ملكاً. ويتجذر الاحتفال الديني في التقاليد الملكية، غير أنّ الملك أراد تحديثه.
ولأول مرة ستتم مشاركة أساقفة نساء وقادة ديانات أقلية، إضافة الى قائمة مدعوين أكثر تنوعاً وتمثيلاً للمجتمع البريطاني.
ومن المقرر أن يبدأ الاحتفال عند الساعة الـ10,00 بتوقيت غرينتش، ويستمر نحو ساعة تحت إشراف كبير أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، الزعيم الروحي للكنيسة الإنغليكانية.
فما هي أبرز مراحل تتويج الملك؟
تقليدياً، تتكوّن مراسم هذا الحفل التاريخي من خمس مراحل، ينطلق خلالها الموكب من القصر حتى يصل إلى كنيسة “وستمنستر”، حيث يتم تنصيب الملك ويتلقى الرموز الملكية مثل الكرة الذهبية والصولجان الذهبي الملكي.
المرحلة الأولى: الإقرار
تبدأ المراسم بالإقرار، حيث يقف كبير أساقفة “كانتربري” بجانب كرسي التتويج الذي يبلغ عمره 700 عام، ويُعلن بصوت عالٍ أن الملك تشارلز هو “الملك”، ويُطلب من الحضور الإعراب عن إجلالهم وولائهم للملك، ويتبع ذلك هتاف “فليحفظ الله الملك”، وتُعزف الأبواق بعد كل هتاف.
المرحلة الثانية: القسم
تأتي المرحلة الثانية وهي القسم، والتي يتم فيها قراءة قسم التتويج من قبل كبير أساقفة “كانتربري”، ويُطلب من الملك تشارلز أن يؤكد التزامه بالقانون وتعاليم الكنيسة الإنكليزية خلال عهده، ويضع الملك يده على الإنجيل ويتعهد بتنفيذ العهود والوفاء بها.
المرحلة الثالثة: المسح بالزيت المقدس
تُعدّ هذه المرحلة الأكثر قدسية في المراسم. إذ يخلع الملك عباءة التشريفات ويجلس على كرسي التتويج كي يُمسح بالزيت للتأكيد على المكانة الروحية للملك الذي يعدّ أيضاً رأس الكنيسة الإنكليزية.
ويصبّ كبير الأساقفة زيتاً خاصاً من قارورة ذهبية يطلق عليها اسم “الأمبولة” في ملعقة التتويج ويمسح به رأس الملك وصدره ويديه بعلامة الصليب.
المرحلة الرابعة: التنصيب
في هذه المرحلة، يُمنح الملك أدوات الدولة بما في ذلك الجرم السماوي الملكي الذي يمثل السلطة الدينية والأخلاقية، والصولجان الذي يمثل القوة. وصولجان الملك وهو قضيب من الذهب تعلوه حمامة مطلية بالمينا البيضاء والتي ترمز للعدل والرحمة.
وأخيراً، يضع رئيس الأساقفة تاج القديس إدوارد على رأس الملك. وتُعزف الأبواق وتطلق الأعيرة النارية الاحتفالية في جميع أنحاء بريطانيا.
المرحلة الخامسة: الجلوس على العرش
تشمل هذه المرحلة جلوس الملك على العرش. بل وربما يقوم كبير الأساقفة والأساقفة وأعضاء بمجلس اللوردات بالبرلمان البريطاني برفعه على العرش.
تقليدياً، يقوم عدد من أفراد الأسرة المالكة وأعضاء مجلس اللوردات بالبرلمان واحداً تلو الآخر بالانحناء أمام الملك الجديد، ثم يقسمون بالولاء له ويقبّلون يده اليمنى.
بيد أنه يُعتقد أن الأمير ويليام سيكون الدوق الملكي الوحيد الذي سيفعل ذلك.
الملكة القرينة
بعد ذلك، سيتم مسح الملكة كاميلا بالزيت وتتويجها، ثم جلوسها على العرش خلال مراسم أكثر بساطة، كما أنه لن يتعين عليها الإدلاء بالقسم.
سيوضع على رأسها تاج الملكة ماري، الذي كان قد صنع من أجل حفل تتويج الملكة ماري إلى جانب الملك جورج الخامس، ولكن تم تعديله وإزالة بعض أقواسه وترصيعه بماسة كلينان الثالثة وماسة كلينان الرابعة وماسة كلينان الخامسة.
المناولة
الجزء الأخير من المراسم الكنسية سيشمل مشاركة الملك والملكة في طقس المناولة، وهو طقس العبادة الرئيسي في الكنيسة.
مغادرة الكنيسة
يقف الملك والملكة تاركين عرشيهما، ويرجح أن يدخلا مصلى القديس إدوارد ، حيث سيخلع الملك تشارلز تاج القديس إدوارد ويضع على رأسه تاج الإمبراطورية، وينضم إلى الموكب الذي سيغادر كنيسة وستمنستر بينما يُعزف النشيد الوطني.