قال رئيس أساقفة سبسطيا للروم الأرثوذوكس في القدس المحتلة المطران عطا الله حنا للميادين إنّ “استهداف الكنيسة هو مجزرة جديدة يرتكبها الاحتلال واستهداف للتراث المسيحي”، مشيراً إلى أنّ “الاحتلال يستهدف الحضور المسيحي في غزة، وحتى في كل فلسطين، حيث المسيحيون مكون أساسي فيها”.
ووجّه المطران حنا نداءً عاجلاً إلى قداسة البابا ورؤساء الكنائس في العالم من أجل رفع الأصوات وعدم الاكتفاء بالصلوات، مشيراً إلى أنّ “على المرجعية أن يكون لها موقف واضح وصريح لنصرة أهل غزة الذين يتعرضون للتصفية”.
وأضاف: “على قداسة البابا وكل المراجع الدينية في العالم التحرك فوراً لنصرة فلسطين وشعب غزة”، معتبراً أنّ “الصلوات وإضاءة الشموع من أجل فلسطين لا تكفي، ولكن يجب أن تكون مقرونة أيضاً بالمواقف الواضحة والصريحة”.
وطالب بـ”رفع الإجرام المنظّم الذي يستهدف غزة الأبية، في الوقت الذي يتضامن الغرب مع إسرائيل”، مؤكداً أنّ “الغرب شريك في الجرائم”.
وناشد المطران حنّا “كل إنسان حر في العالم، والعرب جميعاً، إلى التحرك من أجل وقف هذا العدوان اليوم وليس غداً”، مضيفاً: “نحن حتى لا نعاتب من حرف بوصلته من أجل إعادة توجيه البوصلة لنصرة غزة”.
كذلك، قال إنّ “ما يحدث في غزة لا يمكن اختصاره بكلمة حرب، بل هناك كارثة حقيقة”، معتبراً أنّ “إسرائيل، تريد تحويلها إلى أرض محروقة”، لافتاً إلى أنّ “الاحتلال لا يحترم المبادئ والقوانين الدولية وليس فقط في غزة بل أيضاً في الضفة والقدس المحتلة”.
وأكد المطران حنّا في تصريحاته للميادين أنّ “الفلسطينيين جميعاً موحدون اليوم أكثر من أي وقت مضى في مواجهة هذا العدوان، وأنّ هناك ازدياداً واسعاً في الوعي لدى الشعوب في العالم بعيداً من سياسة الأنظمة، لأن هناك تضليلاً بشأن قضية فلسطين”.
ولفت إلى أنّ “الاحتلال اعتقل عدداً من الشبان لمجرد أنهم وضعوا منشوراً نصرة لفلسطين”، موضحاً أنّ “الاحتلال والغرب يستهدفون مواقع التواصل التي تناصر فلسطين، ويجب العمل لإيصال الصورة الحقيقية لفلسطين”.
وارتكب الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الخميس، مجزرة جديدة بحق مئات النازحين داخل كنيسة القديس بروفيريوس للروم الآرثوذكس في مدينة غزة، ما أسفر عن وقوع أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى.
ووفقاً لـوزارة الداخلية في غزة، فإنّ الاحتلال استهدف مبنى الكنيسة الأثرية بصورة مباشرة في شارع عمر المختار في القطاع.
وقالت إنّ من بين الإصابات حالات خطرة، لافتةً إلى أنّ الكنيسة كان بداخلها عشرات النازحين الذين كانوا يحتمون فيها، وأغلبهم من النساء والأطفال.
كذلك، ذكرت الوزارة أنّ أضراراً مادية جسيمة لحقت بأجزاء من مبنى الكنيسة، وجرى تدمير مبنى بجوار الكنيسة، مشيرةً إلى أنّ كنيسة القديس بروفيريوس تعد ثالث أقدم كنيسة في العالم، ويعود تاريخ البناء الأصلي إلى عام 425م، وتمّ تجديدها عام 1856.
يذكر أن الكنيسة كانت قد فتحت أبوابها لأعداد كبيرة من أهالي غزة النازحين خلال عداون الاحتلال على القطاع عام 2014.
تأتي هذه المجزرة بعد يومين من الجريمة المروّعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي عبر استهدافه مستشفى المعمداني وسط غزة، التي أدّت إلى ارتقاء أكثر من 500 شهيد.