يُصوّت الغابونيّون، اليوم السبت، في انتخابات ستُحدّد ما إذا كانوا سيمنحون ولاية ثالثة للرئيس علي بونغو أونديمبا الذي يتواجه مع 13 مرشّحاً آخرين بينهم، ألبرت أوندو أوسا، الذي اختارته أحزاب المعارضة الرئيسيّة متأخّرةً، وهو مرشّح لم يكن معروفاً لكنّ تجمّعاته بدأت تجتذب حشوداً كبيرة.
ودُعي حوالى 850 ألف ناخب مسجّلين في هذا البلد الصغير الواقع في وسط أفريقيا والغني بالنفط والبالغ عدد سكّانه 2,3 مليون نسمة، إلى التصويت في إطار 3 انتخابات خلال اليوم نفسه: رئاسيّة، تشريعيّة وبلديّة.
ووعد أوندو أوسا، بأنّ المعارضة “الموحّدة” خلفه “ستطيح” من السلطة بونغو وحزبه الديمقراطي الغابوني وتضع حداً لـ”عهد عائلة بونغو” التي تمسك منذ أكثر من 55 عاماً بزمام سلطة تُعاني “الفساد” وسوء الحكم.
يرأس علي بونغو البلاد منذ 14 عاماً، وقد انتُخب أوّل مرّة عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونغو أونديمبا الذي حكم البلاد أكثر من 41 عاماً.
في نيسان/ أبريل الماضي، أقرّ البرلمان الغابوني تعديلاً دستورياً قلّص بموجبه ولاية الرئيس من 7 إلى 5 سنوات وأنهى العمل بجولتي التصويت، ما اعتبرته المعارضة وسيلة “لتسهيل إعادة انتخاب” بونغو.
ويتمتع الحزب الديمقراطي الغابوني الذي ينتمي إليه بونغو بغالبية كبيرة في مجلسي الشيوخ والنواب.
وأُعيد انتخاب بونغو بفارق ضئيل عام 2016 لا يتجاوز 5,500 صوت، ما دفع منافسه جان بينغ إلى اتهامه بتزوير الانتخابات.
لكن الرئيس أصيب بجلطة دماغية عام 2018 غاب على إثرها عن الظهور لأشهر، ما دفع المعارضة إلى التشكيك بقدرته على إدارة البلاد.
ورغم معاناته المستمرة من صعوبات في الحركة، إلا أنّه أجرى في الأشهر الأخيرة جولات في كل أنحاء البلاد وزيارات رسمية إلى الخارج، شملت حضور عدد من القمم.
من جهتها، يبدو مشهد المعارضة مشتّتاً للغاية، مع ترشّح أكثر من 10 شخصيات تُمثّل المعارضة إلى الانتخابات الرئاسية في الغابون في مواجهة الرئيس علي بونغو.
وتُعدّ الغابون من أغنى الدول الأفريقية من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ويرجع ذلك إلى حدٍ كبير إلى عائدات النفط وقلّة عدد السكان نسبياً، لكن وفق البنك الدولي لا يزال ثلث السكان يعيشون تحت خط الفقر.