أكد معهد دراسات “الأمن القومي” الإسرائيلي أنّ حركة حماس “انتصرت، في نهاية المطاف، في معركة أخرى من معارك الحملة المعرفية المستمرة”، ونجحت في التلاعب بـ”إسرائيل” كلها.
وشدّد المعهد على أنّ حماس نجحت، مرةً أخرى، في السخرية بـ”إسرائيل”، وإرهاق أعصابها، وجني المكاسب في المجال المعرفي، أي التأثير في الجمهور.
ووفقاً له، فإنّ هذا الأمر “إشارة مهمة” إلى داعمي الحركة على صمودها وتمسّكها بمواصلة النضال.
في المقابل، تواصل “إسرائيل” إظهار ضعفها على الصعيد المعرفي والحرب ضدّ المقاومة، وترك الصفقة في يدي حماس، بحسب ما أضاف “الأمن القومي الإسرائيلي”.
وأشار المعهد إلى الابتهاج الذي قوبل به تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي، في كل من الضفة الغربية والقدس المحتلة، بحيث تعالت رموز حركة حماس.
كما لفت إلى أنّ تحرير الأسرى فُسِّر على أنّه انتصار وإنجاز جديدان لحماس، مؤكداً أنّ هذه العملية تؤدي إلى “تعميق قبضة الحركة على الضفة الغربية، والدعم الشعبي لها، على حساب السلطة الفلسطينية وإضعافها”.
وفي وقت سابق، أكدت صحيفة “إسرائيل هيوم” أنّ الحركة “بعيدة عن الانهيار”، مشددةً على أنّ عملية تحرير الأسرى من قطاع غزّة “تجري تماماً كما تريد حماس”.
وأشارت مراسلة الشؤون العسكرية في الصحيفة، ليلاخ شوفال، إلى أنّ رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، “تمكّن من خلال الصفقة من وقف الهجوم الإسرائيلي، الذي كان في ذروة زخمه”.
وفي السياق، أكد المسؤول في غلاف غزة، حاييم يلين، أنّ السنوار “يتلاعب بنا ويسخر منا، فلنخفض قليلاً من الاستعلاء، ونفهم أنّ هذا الشخص يلعب بنا، كل ساعة”.
من جهتها، أكدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن لا أحد يطرح إمكان أن “تتوقف حماس عن الوجود”، كحركة فكرية وسياسية، “حتى لو تدمّرت مؤسساتها في غزة”، على حدّ قولها.
وفي مقال كتبه محلل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة، تسفي برئل، شدّد على أنّ “الحرب تستولد الآن الروح الفلسطينية الجديدة، وهي بتوقيع حماس”، مشيراً إلى أنّ العدوان على قطاع غزة “لن يغيّر هذه الحقيقة”.
ورأت “هآرتس” أنّ حماس نجحت في التوليف بين كونها حركةً دينية وحركةً وطنيةً، تطمح إلى تحرير كامل فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، بما يشمل كل الأراضي المحتلة في فلسطين التاريخية، وليس فقط الأراضي التي احتُلت عام 1967.
ولن تلغي الحرب على غزة وجود حماس السياسي، بين أوساط الجمهور في الضفة الغربية أو في القدس، بحسب الصحيفة، “حتى لو لم تكن مؤسساتها قادرةً على النشاط، ولم يستطع ممثلوها العيش في الضفة”.