أكد راعي كنيسة سيدة دمشق، الأب رأفت أبو نصر، الوقوف إلى جانب أهل قطاع غزة، في ما يتعرّضون له “من جراء هذه الحرب الآثمة، التي لا تعرف الإنسانية بأي معنى، ولا تعرف تماماً معنى حقوق الإنسان”.
وأعرب أبو نصر، في حديث إلى الميادين نت عن الألم مما يحصل في غزة اليوم للأطفال والأهالي، مشيراً إلى أنّ ذلك “يذكّر بما حصل في سوريا، منذ 12 عاماً”، ولافتاً إلى “استمرار المعاناة من نتائج تلك الحرب الغاشمة” حتى اليوم.
ودعا إلى “أن نكون يداً واحدةً وروحاً واحدةً وفكراً واحداً، في كل دور العبادة”، كما دعا إلى أن “نرفع الصلاة يوم الجمعة، كلاً للكل، كي نرفع الصلاة للسلام وللأمن وللأمان، حتى يخفف الله عنا هذه الحرب الأليمة الغاشمة”.
راعي كنيسة سيدة دمشق الأب رأفت أبو نصر
وتابع: “نصلي معكم أحباءنا في غزة، كي يخفف الله عنكم الألم والمعاناة.. نصلي معكم متحدين، يداً واحدة، قلباً واحداً وفكراً واحداً”.
ولا يستثني الاحتلال أحداً من اعتداءاته، إذ أنه في الأمس، قصفت قوات العدو كنيسة القديس بروفيريوس للروم الآرثوذكس في مدينة غزة، ما أسفر عن وقوع أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى.
وتجدر الإشارة إلى أنّ المسيحيين في فلسطين المحتلة، ككل أبناء الشعب الفلسطيني، يتعرّضون للانتهاكات والمضايقات، ويُحرمون من تأدية طقوسهم الدينية، إذ تتعرّض أماكنهم المقدسة للتدنيس والانتهاكات من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال.
البابا فرنسيس: لتجنُّب كارثة إنسانية في غزة
بدوره، أكد البابا فرنسيس وجوب احترام القانون الإنساني، لا سيما في غزة، حاثاً على “عدم السماح بإراقة الدماء البريئة، في أي مكان على الأرض”.
ووصف البابا فرنسيس الوضع في غزة بـ”اليائس”، داعياً إلى “فعل ما يلزم من أجل تجنُّب كارثة إنسانية في القطاع”.
وأعرب عن انزعاجه من احتمال توسّع الحرب، وحثّ على “إسكات الأسلحة، وسماع أصوات الفقراء والأطفال”.
مجلس كنائس الشرق الأوسط: غزة تتعرّض لإبادة جماعية
من جهته، شدّد مجلس كنائس الشرق الأوسط على أنّ ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني في غزة هو “إبادة جماعية وتطهير عرقي، يطال محتجزي أكبر سجن في التاريخ البشري، وعن سابق تصوّر وتصميم”.
كما أكد أنّ “ما يجري على أرض غزة من ممارسات الأرض المحروقة خرج عن كل منطق وشريعة إلهية وبشرية، إذ إنّ حتى الحروب لها ضوابط، تحدّدها المعاهدات والمواثيق الدولية”.
ووصف المجلس ما يتعرّض له سكان القطاع، بينهم المرضى وذوي الحاجات الخاصة والأطفال والنساء والعجزة، من تدمير البنى التحتية والمنظومة الطبية وقتل الطواقم الطبية والصحافيين، وقطع المياه والمؤن والدواء عن مجتمع يتكون من مليونين ونصف مليون نسمة، بـ”جريمة ضد الإنسانية”.
كذلك، طالب المجتمع الدولي، بما فيه المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والطفولة وحماية المدنيين وكل شرفاء العالم بـ”أخذ الموقف المناسب، والقيام بالخطوات المناسبة فوراً، وأولها وقف العدوان على غزة ورفع الحصار وفتح المعابر”.
وشدّد أيضاً على أنّ هذه الجريمة “لا يمكن أن تمرّ من دون محاسبة”، حاثاً على أن يكون الموقف الدولي ومفاعيله “ملزمَين للذين لم يأبهوا لحياة الإنسان”، مؤكداً أنّها “سوف تبقى وصمة عار على جبين الإنسانية إلى الأبد، إذا لم تتحرّك الإنسانية برمّتها فوراً، وبالصورة المناسبة”.
الرابطة المارونية: الصمت الدولي يشجّع الاحتلال على التمادي في انتهاكاته
أما الرابطة المارونية فدانت المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، مؤكدةً أنّ “الجريمة، ومن دون شك، هي من المجازر الكبرى التي تُقتَرف ضد المدنيين”.
وقالت الرابطة إنّ المجزرة، التي أسفرت عن ارتقاء مئات الشهداء، “ذكّرتنا بمجزرة قانا في 18 نيسان/أبريل 1996 (التي ارتكبها الاحتلال في بلدة قانا جنوبي لبنان)”، مؤكدةً أنّها “تستحق الإدانة والشجب، وتحويل المسؤول عنها أمام المحكمة الجنائية الدولية”.
وأضافت الرابطة في بيان أنّ الاحتلال “ما كان ليُقدم على مثل هذه الجريمة الإبادية الموصوفة، لولا الصمت الدولي المريب، الذي يشجّعها على التمادي في انتهاك المواثيق والقوانين والأعراف الدولية، التي تحظر استهداف المدنيين والتعرّض لهم في أوقات الحروب”.
ودعت إلى “وقف الحرب على غزة فوراً، وبدء العمل من أجل الوصول إلى حلّ شامل عادل ودائم للقضية الفلسطينية”، على حدّ تعبيرها، راجيةً أن “يعمّ السلام أرض فلسطين، التي تحتضن كنيسة القيامة والمسجد الأقصى، والتي تمثّل قدسها رمز التآخي بين الديانات السماوية”.
حزب الطاشناق: قصف مستشفى هو إعلان القضاء على الإنسانية
وفي لبنان، استنكر حزب الطاشناق مجزرة المستشفى المعمداني، مؤكداً أنّ قصف مستشفى، فيه “أطباء يحاولون إعطاء حياة جديدة للناس ومرضى لم يفقدوا الأمل بالحياة بعد، هو إعلان عن القضاء على الإنسانية بالكامل”.
ودان الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، لافتاً إلى أنّ “قصف مستشفى المعمداني تخطّى كل الخطوط الحمر، وداس على المعاهدات والقوانين الدولية وشرعة حقوق الإنسان، وكأنّها لم تكن”.
وأكد الحزب اللبناني أنّ مجرمي العالم “لا يفوّتون فرصةً لإظهار إجرامهم، ولا سيما ضد المدنيين”، مشدداً على أنّ عن محاسبة مرتكبي الجرائم يعني أنّ “الإنسانية ستشهد جرائم أفظع بعد”، مضيفاً: “لكن لا من سامعٍ ولا من مجيبٍ للأسف”.
كذلك، ناشدت اللجنة المركزية في الحزب المجتمع الدولي “التحرّك فوراً من أجل إنقاذ ما تبقّى من الإنسانية”.
يُذكر أنّ مستشفى الأهلي المعمداني، الواقع في حي الزيتون بقطاع غزة، تابع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، وهو يُعدُّ أحد أقدم مستشفيات غزة، حيث تأسس في نهاية القرن التاسع عشر، وهو يضمّ عدة أقسام، تؤمن الخدمات الصحية لأهالي القطاع من مختلف مناطقه.
وارتكب الاحتلال الإسرائيلي جريمةً مروعةً في المستشفى، في الـ17 من الشهر الحالي، مستهدفاً إياه على الرغم من إيوائه مئات المرضى والنازحين بسبب العدوان المتواصل، ما أسفر عن استشهاد 471 شخصاً، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وتلك لم تكن المرة الأولى التي يُستهدف فيها المستشفى، ففي الـ14 من هذا الشهر، أي قبل 3 أيام من وقوع المجزرة، كتب القس دون بيندر، في منشور على “فيسبوك”، أنّ المستشفى تعرّض للقصف الصاروخي الإسرائيلي، وتحديداً مركز معالجة السرطان.
وأدى القصف حينها إلى تضرّر أضرار كبيرة في المستشفى، بالإضافة إلى إصابة 4 من العاملين فيه.