اعتقلت الشرطة الإسرائيلية شابًا يهوديًا في القدس المحتلة، لقيامه برسم جرافيتي “هناك محرقة في غزة” على الحائط الغربي للمسجد الأقصى، وداخل كنيسة القيامة في البلدة القديمة.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الشرطة الإسرائيلية، اعتقلت شابًا يهوديًا في القدس المحتلة، للاشتباه في كتابته عبارة “هناك محرقة في غزة” داخل كنيسة القيامة في البلدة القديمة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الشرطة الإسرائيلية كانت قد احتجزت الشاب قبل أسبوعين، للاشتباه في كتابته نفس الشعار الاحتجاجي على الحائط الغربي للمسجد الأقصى.
وأوضحت الصحيفة أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت الشاب، الذي يبلغ من العمر 27 عامًا، ليلة الثلاثاء، وهو يحمل علبة طلاء، وقالت الشرطة إنها ستسعى لتمديد احتجازه في المحكمة.
وحسب الصحيفة، جاء اعتقال الشاب اليهودي عقب بلاغ ورد إلى مركز الشرطة يفيد بوجود رجل يتجول في القدس المحتلة، ثم يفر باتجاه البلدة القديمة.
وحول ذلك، قالت الشرطة: “بتوجيه من عناصر المراقبة في مركز قيادة منطقة داوود (مابات 2000) وشرطة القدس المحتلة، عثر ضباط منطقة داوود على المشتبه به بالقرب من كنيسة القيامة في البلدة القديمة، حيث عُثر بحوزته على عبوة طلاء، وتم اقتياده للاستجواب”.
وقبل أسبوعين فقط، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية الشاب، للاشتباه في قيامه برسم جرافيتي “هناك محرقة في غزة” على الجزء الجنوبي من الحائط الغربي للمسجد الأقصى، وفي مواقع أخرى في أنحاء مدينة القدس المحتلة.
وفتحت الشرطة حينها تحقيقًا بموافقة مكتب المدعي العام، وسعت إلى تمديد احتجاز الشاب 5 أيام، قبل أن تُطلق سراحه في نهاية جلسة استماع في محكمة الصلح بالقدس المحتلة.
وفي شهادتها خلال جلسة الاستماع، قالت عائلة المشتبه به إنه يعاني من مشكلات نفسية، وطلبت منع المشتبه به من دخول الموقع، فرد القاضي مائير تروبر: “أنا لا أمنع اليهود من دخول الحائط الغربي”.
وأضاف القاضي: “راجعت الوثائق الطبية، وأرى أنه لا يوجد خطر في هذه القضية”.
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023.
ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.
ويأتي ذلك في وقت تشن فيه إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
وأظهر استطلاع رأي أجراه معهد “آجام”، ونشره موقع “واللا” العبري، أمس الاثنين، أن 73.79% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب وإبرام صفقة تبادل.
وأفاد الاستطلاع بأن ثلثي الإسرائيليين يرون أن إدارة الحرب تتم لأسباب سياسية، فيما يعتقد 64% من الجنود أن الحرب تُدار وفق حسابات سياسية.
وأشار الاستطلاع إلى انخفاض دوافع الخدمة لدى 40% من الجنود النظاميين واحتياط الجيش الإسرائيلي، بينما أعرب 73% من جنود الاحتياط والنظاميين عن دعمهم لإنهاء الحرب، مقابل 26.1% يؤيدون استمرارها.
وبدأت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، صباح اليوم، احتجاجات في تل أبيب وعدة مناطق في البلاد، للمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة وإتمام صفقة تبادل فورًا.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المتظاهرين أغلقوا شارع إيلون، فيما تجمع آخرون عند تقاطع كابري للضغط على الحكومة، معتبرين أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يواصل الحرب دون أهداف واضحة، ويعرض حياة المحتجزين للخطر من أجل البقاء في السلطة.
وطالبت هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين جميع المواطنين بالخروج إلى الشوارع لإسماع صوتهم، مؤكدة على ضرورة إعادة جميع المحتجزين، وعدم السماح بإحباط صفقة التبادل مجددًا.
وقام متظاهرون بعرقلة حركة السير في عدد من الطرق والمفترقات الرئيسية، ضمن فعاليات احتجاجية تضامنية مع المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة. كما نظم المحتجون وقفات أمام منازل عدد من الوزراء الإسرائيليين، بهدف زيادة الضغط السياسي ودفع الحكومة نحو إبرام صفقة تبادل لإعادة المحتجزين.
وتستمر الاحتجاجات طوال اليوم في مناطق متفرقة من البلاد، على أن تصل ذروتها مساء اليوم بمسيرة جماهيرية واعتصام مركزي في “ميدان المحتجزين” بمدينة تل أبيب.
وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل تصاعد الضغط على الحكومة الإسرائيلية، وسط دعوات شعبية لإنجاز صفقة تبادل، وإنهاء العمليات العسكرية في غزة.
وتشير السُلطات الإسرائيلية إلى أن عدد المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة يبلغ نحو 50 شخصًا، بينهم حوالي 20 على قيد الحياة.