تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم الأحد، مقاطع فيديو مصوّرة تظهر صفوفاً من مئات الدبابات والمدرعات والآليات العسكرية الغربية، مركونةً في أحد مرافئ بولندا.
وأظهر مقطع الفيديو المنشور دبابات من نوع “أبرامز” ومدرعات أميركية مختلفة وشاحنات مخصصة لنقل الدبابات والمدرعات بالإضافة إلى إسعافات عسكرية ومدافع ذاتية الحركة، وتشترك جميعها في تمويهها الصحراوي.
Equipment belonging to the @USArmy 🇺🇸 3rd Armored Brigade Combat Team, 1st Cavalry Division staged at the Port of Gdynia, Poland 🇵🇱 in preparation for redeployment to the continental United States after serving in the Operation #AtlanticResolve, Feb. 22, 2023. #StrongerTogether pic.twitter.com/sqK5U3UbWZ
— Baltic Security (@balt_security) March 4, 2023
وضجّت الحسابات الأوكرانية بأخبار عن أنّ هذه المعدات وصلت كمساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، وأعادت مئات الحسابات التغريد على الفيديو مع إبداء سعادتها بوصول هذه الدفعة الضخمة من الدعم العسكري، والذي قد يقلب موازين المعارك، التي باتت كييف مؤخراً يقتصر دورها فيها على تلقي الضربات.
ولكنّ المعلومات التي نشرتها مواقع موثوقة متابعة، ولاحقاً أكّدتها حسابات أوكرانية مؤيدة لكييف، أكّدت أنّ هذه الأرتال العسكرية ” تابعة لفريق اللواء القتالي الأميركي المدرّع الثالث، فرقة الفرسان الأولى.
وعلى عكس ما ذكرته الحسابات الأوكرانية، فإنّ هذه القوات وصلت إلى ميناء غدينيا براً، استعداداً لإعادة نشرها في القارة الأميركية، بعدما أنهت خدمتها في قواعد الناتو.
.@MSCSealift roll-on/roll-off ship USNS Mendonca (T-AKR 303) entered Port of Gdynia, Poland 🇵🇱, March 5, 2023. Part of military hardware belonging to the 3rd Armored Brigade Combat Team, @1stCavalryDiv, will be most likely loaded onto this vessel.pic.twitter.com/ozf5t7y3Qm
— Baltic Security (@balt_security) March 5, 2023
كما أظهرت مقاطع مصورة إضافية تمّ نشرها دخول سفينة MSC Sealift إلى ميناء غدينيا، بولندا منذ أيام، حيث يرجّح أن تكون مخصصة لنقل هذه المعدات العسكرية التابعة لفريق اللواء القتالي المدرع الثالث الأميركي.
وبطبيعة الحال، يبدو من خلال تمويهها الصحراوي غير المناسب للمعارك في أوكرانيا وطبيعة الأرض والمناخ، ما يؤكد أنّ هذه الأرتال العسكرية لن تكون وجهتها أوكرانيا.
إذ إنّ التمويه العسكري المعتمد في أوكرانيا، يعتمد بشكل أساس على ألوان البني الغامق والزيتي الغامق، الذي يكون مناسباً لحماية الدبابات من أن تكون فريسة سهلة لأجهزة المراقبة النهارية وطائرات الاستطلاع، بينما يعتمد تمويه “الناتو” عادة على اللون الرملي الصحراوي الذي يناسب بيئات أفغانستان والعراق، حيث عملت معظم كتائب الناتو المكيانيكية.
كما يستبعد أن تكون هذه الكمية من المعدات العسكرية، والتي تقدّر بعدة كتائب ميكانيكية، جزءاً من أي مساعدات لكييف، على عكس ما زعمته حسابات أخرى لاحقاً، بأنّ “جزءاً من هذه الأرتال فقط سيخصص لأوكرانيا”، لا سيما وأنّ هذا النوع من المساعدات لا يكون منفصلاً عن تدريبات خاصة على استعمالها تحتاج لوقت ومناورات.
وتمّ التأكّد من أنّ هذه الصور هي بالفعل في ميناء غدينيا شمالي بولندا، والذي تفصله عن الحدود الأوكرانية نحو 600 كم على أقلّ تقدير، ما يعني أنّ أيّ عملية نقل لهذه الأعداد الكبير من المدرعات باتجاه أوكرانيا لن يكون سرياً بطبيعة الحال.
ويضاف ذلك إلى أنّ ركن هذه الأرتال بشكل علني في الميناء، يعارض العادة التي سبق أن استعملتها دول عدة لإدخال المدرعات والدبابات إلى أوكرانيا عبر تمويه مدني وبشكل سري.