يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارةً لأفريقيا اليوم الاثنين، في محاولةٍ للتصدي للجهود الروسية الرامية إلى إزاحة فرنسا من القارة، بعدما عانت باريس سلسلة انتكاسات عسكرية وسياسية في منطقة نفوذها السابقة.
وسيزور ماكرون 3 دول أفريقية حول حوض الكونغو، إضافةً إلى أنغولا، وتتركز الزيارة، كما يبدو، على المناطق البعيدة عن المستعمرات الفرنسية السابقة في منطقة الساحل المضطربة، والتي تتصاعد فيها المشاعر المعادية لفرنسا.
ومن المتوقع أن يوضح ماكرون سياسته الجديدة تجاه أفريقيا في خطاب ومؤتمرٍ صحافي في قصر الإليزيه قبل بدء الجولة.
وأوضح مستشار ماكرون أنّ الرئيس الفرنسي سيعرض “رؤيته للشراكة مع الدول الأفريقية” و”المسار الذي سيسلكه” في ولايته الثانية التي تستمر 5 سنوات.
وتأتي الجولة بعد نحو الشهر من قيام بوركينا فاسو بطرد القوات الفرنسية وإنهاء اتفاق عسكري سمح لفرنسا بقتال المسلحين في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، لتصبح أحدث دولة أفريقية ترفض مساعدة باريس.
وفي وقتٍ سابق، أكدت وزيرة الشؤون الخارجية لبوركينا فاسو أوليفيا روامبا الاهتمام الخاص لبلادها بالاستفادة من الخبرات العسكرية الروسية، مشيرةً إلى أنّ التعاون العسكري بين البلدين ليس جديداً، وأنه يجري بطريقة رسمية وشفافة.
وذكرت صحيفة “بوليتيكو” أنّ “أسباب تراجع نفوذ فرنسا في منطقة الساحل الأفريقي متعددة الأوجه، فهي متجذرة في تاريخها الاستعماري من جهة. ومن جهة أخرى هي أيضاً نتيجة طموحات روسيا في توسيع موطئ قدمها في القارة”.
وسحبت فرنسا قواتها من مالي، العام الماضي، بعدما بدأ المجلس العسكري هناك العمل مع متعاقدين عسكريين روس، ما أنهى 10 سنوات من العمليات الفرنسية فيها.