اختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خبيراً أمنياً واستخبارياً هو لوران نونيز رئيساً لمقر شرطة باريس، ليحل محل المحافظ ديدييه لالمان، الذي أضعفه فشل معالجة أحداث ملعب فرنسا أخيراً واستدعي للتقاعد .
لعدة أيام، كان اسم نونيز متداولاً بإصرار لشغل واحد من أكثر المناصب حساسية في الجمهورية، ووصفه وزير الداخلية جيرار دارمانان بأنه “رجل من ذوي الخبرة يعرف الشرطة تماماً و مارس العديد من المسؤوليات الوطنية”.
اشتهر لوران نونيز، الذي كان يبلغ من العمر 58 عاماً، والذي كان على رأس المديرية العامة للأمن الداخلي (DGSI)، ثم وزير الدولة للأمن الداخلي، جنباً إلى جنب مع كريستوف كاستانير، وزير الداخلية آنذاك، اشتهر بمعرفته الجيدة جداً بسير العمل في الشرطة، من خلال ملفه الشخصي كفني وعامل مجتهد، ويجب على هذا المحافظ الذي حصل على ثقة إيمانويل ماكرون أن يشد الخناق، في حين أن مديرية الشرطة مرت للتو بفترة من الاضطرابات، تميزت بشكل خاص بأزمة “السترات الصفراء”.
لم يأت لوران نونيز من عالم الشرطة، وُلد عام 1964، وبعد حصوله على شهادة في القانون العام وإدارة السلطات المحلية، كان أول مفتش ضرائب وسرعان ما ارتقى في رتب المحافظات، كما شغل منصب رئيس الأركان في محافظتين حساستين: محافظة سان دوني، من عام 2008 إلى عام 2010، وفي مقر شرطة باريس، من عام 2012 إلى عام 2015، عين قائداً لشرطة بوش دو رون في ربيع عام 2015.
لوران نونيز على دراية كبيرة بالمسائل الأمنية، وعلى هذا النحو، فإن سجله في مرسيليا، في مواجهة تهريب المخدرات وتصفية الحسابات، ربما لعب لصالحه.
المسؤول الجديد للشرطة بباريس قريب من الميدان، يجب أن يجسد حقبة جديدة، منتظرة بفارغ الصبر، داخل مقر الشرطة، لا سيما في ضوء تطورات في المشهد الأمني وجدال واسع حول صلاحيات الشرطة وحريتها في استعمال العنف، وهي واجهت وتواجه من سنوات دعاوى بالقتل العمد والممارسات العنصرية ما جعل المعارضة اليسارية تطالب بالحد من صلاحيات رجال الشرطة.