استمراراً للفعاليات الشعبية المساندة للأسرى الفلسطينيين الذين حرروا أنفسهم من سجن جلبوع،في 6 سبتمبر/أيلول الجاري، أقدم مئات الفلسطينيين على إجراء مكالمات هاتفيه مُضللِه لجهاز الشاباك (جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي)، تفيد بوجود معلومات كاذبة عنهم، مستخدمين شرائح خلوية لشركتي “سيلكوم” و”أورنج” الإسرائيليتين.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن جهاز الشاباك تلقى أكثر من 250 اتصالاً من جهات مجهولة، خلال الأيام الماضية، وجميعها كانت كاذبة ومضللة حول الأسرى الستة.
وتفيد المعلومات التي يدلي بها هؤلاء الأشخاص بأنهم رأوا أشخاصا غريبين ومشبوهين في عدة مناطق عربية داخل الخط الأخضر.
وأكدت وسائل الإعلام هذه أنه وبعد التحقق وفحص المكالمات، اكتشف جهاز الشاباك أن الاتصالات هدفها إبعاد الأجهزة الأمنية وتشتيت جهود البحث عن الأسرى.
وأضافت أن الاتصالات المكثفة التي تلقاها الجهاز، وفي هذا الوقت بالتحديد، هي مخطط لها، إذ تواجه إسرائيل حادثة “غريبة ومُعقدة”.
ووفقاً لما هو متداول، فإن المكالمات المجهولة لم تخل من السخرية والتندر من المنظومة الأمنية الإسرائيلية، فيما يتعمد المتصلون تذكير الاحتلال بقدرة الأسرى على تجاوز إجراءاته الأمنية المُعقدة والحراسة المشددة لسجن جلبوع، فضلا عن الأدوات البسيطة التي استخدموها لحفر نفق أسفل السجن.
وقال أحد المتصلين: “بقولك أنا شفت 6 معهم معالق تعالوا خذوهم، ولا آخذ منهم المعالق”.
وفي السياق ذاته، تداول نشطاء، عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسام “ضلل الشاباك”، مطالبين سكان المناطق المحاذية للأراضي الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية بإلقاء متبقيات الطعام وعلب السجائر، والحقائب الصغيرة، وذلك بهدف تضليل الاحتلال خلال عمليات بحثه عن الأسرى.
وعلى الأرض، أعلنت الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي، تكثيف عملياتها البحثية والمعقدة عن الأسرى الفلسطينيين، فيما نشرت مئات الحواجز العسكرية في مختلف مناطق الضفة الغربية.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية “كان” قد أكدت أن قوات الاحتلال نصبت أكثر من 260 حاجزاً عسكرياً في مناطق مختلفة بالأراضي الفلسطينية.
ومنذ الإعلان عن تمكن الأسرى من الفرار، أكد الاحتلال عدم تسجيله أي تقدم في عمليات البحث والتعقب.
وفي تصريحات سابقة أدلى بها شمعون نحماني، رئيس قسم العمليات في شرطة الاحتلال، ونقلتها قناة “كان”، فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تطارد المجهول من حيث نقاط التتبع.
وأضاف: “قمنا بإغلاق محاور يمكن أن تشكل نقاط هروب، كما أغلقنا المعابر والحدود، وفحصنا عشرات من نقاط المعلومات، ونفذنا عشرات المهام العملياتية، لكن ليس هناك أي تقدم”.
وأوضح أن المسألة تتطلب المزيد من الصبر لتكون “الصورة أكثر وضوحاً”، مشيراً إلى أن فرصة عبور المعتقلين للحدود لا تشمل الأردن فقط، بل غزة أيضاً، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية مستعدة لإنزال قوات خاصة من المروحيات لإتمام عمليات البحث، لافتاً إلى أن حدوث أي “احتكاك أو مواجهة” مع الفارين خلال القبض عليهم فستكون الأمور” غاية في الصعوبة والتعقيد”.
القدس العربي