تجدّدت، مساء السبت، التظاهرات الاحتجاجية ضد حكومة الاحتلال التي يترأسها بنيامين نتنياهو، وخطتها للتعديلات القضائية، للأسبوع الـ36 على التوالي، وقبيل أيام على بدء جلسات المحكمة العليا للنظر في التماسات ضد “قانون إلغاء حجّة المعقولية”، الذي يمثّل مركز الخلاف.
وخرجت تظاهرات في “تل أبيب” وحيفا والقدس و”رحوفوت” و”كفار سابا” و”هرتسيليا” وغيرها مِن مستوطنات الاحتلال.
وشارك عشرات الآلاف مِن المستوطنين في التظاهرة المركزية في شارع “كابلان” وسط “تل أبيب”، كما نُظّمت تظاهرة حاشدة في مدينة حيفا الفلسطينية.
وأغلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلي عدداً من الشوارع الرئيسة في “تل أبيب”، تزامناً مع التظاهرة المركزية، بالإضافة إلى شوارع أخرى شهدت حركة احتجاجاتٍ كبيرة.
يُشار إلى أنّ المحكمة العليا الإسرائيلية تعقد، الثلاثاء المقبل، أولى جلساتها للنظر في التماسات ضد “قانون إلغاء حجّة المعقولية”، عبر هيئة قضائية تشمل جميع قضاة المحكمة الـ15، وذلك بعد أن رُفضت عدّة التماسات قدمتها الحكومة من أجل تأجيل الجلسة.
وكان منظمو الاحتجاجات أعلنوا عزمهم تنظيم تظاهرةٍ داعمة لقضاة المحكمة العليا، الإثنين المقبل، أمام مبنى المحكمة العليا في القدس المحتلة.
وقال منظمو حراك الاحتجاج، في بيانٍ: “في مواجهات التهديدات والتحريض من جانب الحكومة، سنخرج بصورة جماعية، ونمنح القضاة الثقة للبت في القوانين الواضحة، وليس القوانين الدكتاتورية”، مُشيرين في بيانهم إلى وجود “حكومة خطيرة وغير شرعية في إسرائيل”.
يُذكَر أنّ رئيس “كنيست” الاحتلال، أمير أوحانا، صرّح الأربعاء بأنّ المحكمة العليا “لا تملك صلاحية إلغاء قوانين أساسية”، مؤكداً أنّ “إسرائيل” أمام مفترق طرقٍ جديد وخطير، وأنّ “الكنيست لن يقبل تقويض إرادته ودوسها”.
وفي 24 تمّوز/يوليو الماضي، صوّت “الكنيست” الإسرائيليي، في القراءتين الثانية والثالثة، على مشروع “قانون إلغاء حجّة المعقولية”، ليصبح بذلك “قانوناً” نافذاً على رغم الاحتجاجات الداخلية الواسعة التي قادتها المعارضة، وكشفت حالة الشرخ الكبير في كيان الاحتلال.
وتسعى حكومة نتنياهو لإجراء تعديلاتٍ جذرية على القضاء في كيان الاحتلال، لتقضي بصورة كاملة تقريباً على سلطة المحكمة العليا في المراجعة القضائية، كما تستمر حركة التظاهر لعشرات آلاف المستوطنين أسبوعياً منذ إعلان الخطّة، مطلع كانون الثاني/يناير الماضي.
وتأتي الاحتجاجات ضد التعديلات القضائية بالتزامن مع احتجاجاتٍ عنيفة نظّمها طالبو اللجوء الأفارقة مِن إريتريا، والتي شهدت اشتباكاتٍ حادّة مع شرطة الاحتلال، بحيث أصيب أكثر من 170 مستوطناً إسرائيلياً، بينهم نحو 50 عنصراً من شرطة الاحتلال، وأطلق عناصر الشرطة النار مباشرةً على المحتجين.