تتواصل تظاهرات المستوطنين الإسرائيليين للأسبوع الـ34 على التوالي، ضد التعديلات القضائية، بحيث شارك 91 ألف مستوطن في تظاهرة شارع “كابلن” في “تل أبيب”، اليوم السبت، وفق معطيات “crowd solutions”، التي نقلها الإعلام الإسرائيلي.
وبحسب موقع “i24 news” الإسرائيلي، فإنّ التظاهرات انطلقت في نحو 150 موقعاً في أنحاء كيان الاحتلال، بينما انطلقت التظاهرة الكبرى في “تل أبيب” في اتجاه شارع “كابلان”، حيث التظاهرة الرئيسة.
وشهدت عدة مناطق احتجاجات واسعة، بما في ذلك القدس وحيفا. وأغلق المحتجون الشوارع الرابطة بين عدد من المدن المحتلة.
وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر، أغلق عشرات المستوطنين الإسرائيليين طريق “أيالون” السريع، خلال تظاهرةٍ احتجاجية انطلقت في “تل أبيب”، ضد خطة التعديلات القضائية، التي تبنتها حكومة بنيامين نتنياهو.
وأشعلت خطّة إدخال تعديلات في “قوانين” “السلطة القضائية”، وإضعاف الجهاز القضائي، والتي طرحها ائتلاف الأحزاب القومية والدينية وحزب الليكود برئاسة نتنياهو، احتجاجاتٍ لم يسبق لها مثيل، وأدخلت “إسرائيل” في أزمة سياسية كبيرة.
وكشف استطلاع للرأي، أجرته “القناة الـ12” الإسرائيلية، في وقتٍ سابق، أنّ نحو ثلث الإسرائيليين يفكرون في مغادرة “إسرائيل”، مع إصرار حكومة نتنياهو على تمرير التعديلات القضائية.
وفي السياق، أفادت السفارات الأوروبية لدى الاحتلال الإسرائيلي بارتفاع كبير خلال الأشهر الأخيرة في الطلبات المقدمة من المستوطنين، لإصدار جوازات سفر أوروبية أو تأشيرات من أجل الانتقال إلى أوروبا.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، عن أحد السفراء الأوروبيين لدى الاحتلال، قوله إنّ “البعض يربط ذلك بالتشريع، بينما يتحدّث آخرون عن غلاء المعيشة”.
ويعتقد 45% من المستوطنين أنّ ثمة احتمالاً كبيراً لأن تندلع “حرب داخلية عنيفة” في “إسرائيل”، وفقاً لاستطلاع أجراه مركز دراسات إسرائيلي.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، أعرب ثلث المستوطنين الإسرائيليين عن اعتقادهم أنّ “إسرائيل” لن تكون موجودةً بعد 25 عاماً، بينما قال ثلث الشبان الإسرائيليين إنّهم لا يريدون أن يتم تجنيدهم في “الجيش”.
وأكد معهد أبحاث “الأمن القومي” الإسرائيلي أنّ “المس بالأمن القومي لإسرائيل تحوّل إلى واقع”، بالإضافة إلى “تقويض أساسات جيش الشعب، وتأكّل الردع في مقابل الأعداء، وتزعزع العلاقات الخاصة بالولايات المتحدة، وإضعاف الاقتصاد، وتعميق الشروخ في المجتمع، وإضعاف المنعة القومية”.
ووفقاً للمعهد، فإنّ الأزمة، التي اندلعت في “إسرائيل”، في أعقاب مبادرة الحكومة القضائية في 4 كانون الثاني/يناير، هي “الأخطر” في تاريخ كيان الاحتلال، وثمة “ترجيحات بشأن إمكان نشوب حرب داخلية”.
بالتوازي، طالب الحاخام الإسرائيلي، نير بن آرتسي، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإيقاف التظاهرات والاهتمام بأمن الاحتلال، في ظل التوترات المحيطة.
ففي ظل الوضع هذا، فإنّ المؤسسة الأمنية والعسكرية قلقة جداً من تداعيات استمرار الشرخ الداخلي على الوضع الأمني، وفقاً للإعلام الإسرائيلي.
وفي الآونة الأخيرة، أخذت كفاءة “الجيش” الإسرائيلي منحى تراجعيّاً بعد أن تضرّر بصورة بالغة تماسكُ وحداته بسبب الاحتجاجات على التعديلات القضائية.