ذكرت شبكة “سي أن أن” الأميركية أنّ “روسيا احتجزت بعض الأسلحة والمعدات التي قدَّمتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا، وأرسلتها إلى إيران”.
وأضافت الشبكة، نقلاً عن مصادر مطّلعة، أنّ “الولايات المتحدة تعتقد أنّ طهران ستحاول إجراء هندسة عكسية للأنظمة الخاصة بهذه المعدات والأسلحة”.
وتابعت أنّ “مسؤولين من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، ومسؤولين غربيين آخرين، شاهدوا عدة حالات استحوذت فيها القوات الروسية على معدات أسلحة صغيرة محمولة على الكتف، بما في ذلك أنظمة “جافلين” المضادة للدبابات، وأنظمة “ستينغر” المضادة للطائرات، والتي أُجبرت القوات الأوكرانية في بعض الأحيان على تركها”.
وقالت المصادر إنّه “في كثير من هذه الحالات، نقلت روسيا المعدات جواً إلى إيران من أجل تفكيكها وتحليلها. ومن المحتمل أن يحاول الجيش الإيراني صنع نسخته الخاصة من هذه الأسلحة”.
وبحسب المصادر، فإنّ “روسيا تعتقد أنّ الاستمرار في تزويد إيران بالأسلحة الغربية، التي تم الاستحواذ عليها، سيحفّز طهران على مواصلة دعمها للحرب في أوكرانيا”.
وأعرب مسؤولون أميركيون عن اعتقادهم أنّ “القضية ليست واسعة النطاق، أو منهجية”، وأشاروا إلى أنّ “الجيش الأوكراني اعتاد، منذ بداية الحرب، إبلاغ البنتاغون بشأن أي خسائر في المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة إلى القوات الأوكرانية”. لكن، مع ذلك، فإنّ “المسؤولين الأميركيين يعترفون بصعوبة تتبع هذه القضية”.
وتابع المسؤولون الأميركيون أنّه “ليس من الواضح ما إذا كانت إيران نجحت في إجراء هندسة عكسية لأي أسلحة أميركية استُحوذ عليها في أوكرانيا، لكن طهران أثبتت أنّها بارعة للغاية في تطوير أنظمة أسلحة تعتمد على المعدات الأميركية المستحوذ عليها”.
إسقاط إيران مسيّرات أميركية
يُذكَر أنّ طهران أسقطت، في عام 2011، أفضل الطائرات الأميركية من دون طيار، من نوع “أر كيو – 170″، شرقي البلاد، عند الحدود مع أفغانستان وباكستان، ولم تتعرض الطائرة حينها إلاّ لأضرار طفيفة.
وقالت مصادر عسكرية حينها إنّ “الدفاعات الجوية ووحدات الحرب الإلكترونية الإيرانية تمكّنت من رصد طائرة تجسس أميركية من دون طيار وإسقاطها، بعد أن خرقت قليلاً المناطق الحدودية شرقي البلاد، وتمكنت من وضع اليد عليها، وهي مصابة بأضرار بسيطة”.
والطائرات من طراز “أر كيو-170” سنتينل هي طائرات استطلاع من دون طيار، تحلق على ارتفاعات عالية. وتفيد مواقع متخصصة بأنّ هذه الطائرات نُشرت في أفغانستان بصورة خاصة، من أجل الحصول على معلومات بشأن إيران وباكستان.
وفي كانون الثاني/يناير 2011، أعلنت إيران أنّ قواتها أسقطت طائرتين أميركيتين من دون طيار، انتهكتا المجال الجوي الإيراني.
وفي وقتٍ لاحق، صرح العميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية للحرس الثوري حينها، بأنّ إيران “عرضت على خبراء روس الطائرات الأميركية من دون طيار، التي في حوزتها”.
وقال حاجي زاده إنّ “الخبراء الروس طلبوا الاطّلاع على هذه الطائرات، واطّلعوا على الطائرتين اللتين أسقطناهما، وعلى النماذج التي صممها حرس الثورة الإيراني، بعد فحص تلك الطائرات”.