غيَّرت الحرب التي يقودها الاحتلال، وجه العديد من المستوطنات الإسرائيلية في الشمال، إذ كشف اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي، عن حجم الدمار وحالة الخراب الناجمة عن صواريخ حزب الله اللبناني، التي ظلت متواصلة لمدة عام كامل قبل الاتفاق الحالي.
وتوصل لبنان وإسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار برعاية أمريكية فرنسية، بموجبه ينسحب جيش الاحتلال من الجنوب على مدى 60 يومًا ويحل محله الجيش اللبناني، وكذلك انسحاب عناصر حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، وهو ما يُمهِّد لعودة السكان من الجانبين إلى منازلهم.
حجم الدمار
وفي رحلة عودة المستوطنين إلى الشمال، خاصة منطقة إصبع الجليل الواقعة على الشريط الحدودي الشمالي الشرقي للأراضي الفلسطينية المحتلّة، اكتشف الإسرائيليون حجم الدمار الذي آلت إليه قراهم، بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية.
وكشفت الصور الملتقطة عن طريق الطائرات دون طيار الدرون، أحياء مُدمَّرة بالكامل نتيجة استهدافها بآلاف الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات، التي كان يطلقها عناصر حزب الله بصورة متواصلة خلال الحرب.
مئات البلاغات
من تلك الأماكن مستوطنة المطلة، التي يحيط بها حدود من ثلاث جهات، ويقطنها 650 أسرة إسرائيلية، وفي رحلة عودتهم إلى المكان تلقت السلطات بلاغات من المستوطنين بتدمير 400 منزل، أي ما يقرب من 60% من المباني.
وحول الدمار الذي لحق بالمستوطنة، أكد رئيس مجلس المحلي، أن المطلة تقع مباشرة على خط الحدود أمام قريتي كيلا وعيداسا في لبنان، مرجعًا هذا الحجم التدميري إلى قربها الهائل من الحدود.
إعادة البناء
وكان أكثر الأحياء في المستوطنة تدميرًا ، حي “هار تشافا”، الذي يقطنه المزارعون ويحتوي 100 منزل مبني بشكل متدرج على التلة، وبعد الهدنة تم اكتشاف 75% منها والباقي تعرض لأضرار جسيمة، يصعب معها إعادة بنائها، حسب تقديرات مسؤول إسرائيلي.
وأكد المستوطنون العائدون أنهم لم يعد لديهم مكان يذهبون إليه، ومجبرون على المكوث في المستوطنة التي لم يعد فيها مدارس أو مكاتب صحة، لكن لم تعد الحياة ممكنة في تلك الأماكن على الرغم من تعهدات حكومة نتنياهو بإعادة البناء في أسرع وقت.
عودة الحرب
وحسب القناة، فإن المشكلة الأساسية ما زالت قائمة، وتتمثل في قربها من لبنان، إذ إنها على بعد أمتار قليلة من الحدود، ولذلك فإن الخوف من عودة الحرب في المستقبل يبقى هاجسًا لدى سكان هذه المستوطنات.
ووفقًا للتقديرات الأولية، التي أبرزتها القناة الإسرائيلية، فإن الأضرار المباشرة للدمار المتواجد في المنطقة الشمالية حتى الآن بلغ أكثر من 2 مليار شيكل، من خلال 20 ألف طلب قدمه السكان للحكومة من أجل إعادة البناء، ومن المتوقع ارتفاع المبلغ بصورة كبيرة، مع استمرار توافد المستوطنين على منازلهم.