مع مرور أكثر من ستين عاماً على احتلال أرض فلسطين الجريحة والتي لاتزال تنزف إلى يومنا هذا، ورغم أوجاع الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني المظلومين، من مهجرين ومشردين ومسجونين وأسرى، تبقى المقاومة هي السبيل والطريق الأوفى للنصر، لذا نرى هذه القوة المتمثلة في أبطالها واشاوسها ترعب عدواً مدعوماً دوليا وأمريكياً، دون أي اكتراث بأسلحته المتطورة والفتاكة والتي تزيده يوماً بعد يوم إجراماً وهتكاً للحرمات.لا شك أن ما نشهده اليوم من انتصارات مشرفة تسعى قوى التضليل لإخفائها والتقليل من شأنها، يمتد صداها إلى العديد من الدول العربية والإسلامية، التي أيقنت أن الكيان الصهيوني فقد هيمنته المدعومة أمريكياً وأوروبياً، وبدأ يتقلص دون عودة وزواله حتمي وقريب الوقوع.المقاومة هي الأمل الذي صنع انتصارات سريعة ضد العدو الإسرائيلي، وهي التي كسرت جبروت العدو بفكر أبطالها المشرق، فسنوات قليلة مضت وتبين سقوط مشروع الشرق الأوسط الجديد، ومشروع الولايات المتحدة في المنطقة العربية والإسلامية، وخصوصاً في العراق وسوريا ولبنان واليمن، هذه الدول واجهت الاستكبار العالمي كما واجهت فلسطين الكيان الصهيوني.الاحتلال الغاشم يتوهم أنه يستطيع القضاء على المقاومة أو إضعافها، فالشهداء الأبرار قدموا دمائهم الزكية لحماية الأرض والدفاع عن كرامتهم، المقاومة ستستمر ولن تتوقف طالما أن الأمهات تلد الشجعان، طالما أنه يوجد من يعشق درب الشهادة والانتصار.جعبة الاحتلال الصهيوني فارغة، فهو يكرر ما فعله قبل عقود وفشل فيه، فهو يستخدم سياسة الإرهاب ضد الفلسطينيين، ويستنجد بدول الاستكبار لدعم إجرامه وسفكه للدماء الطاهرة.