ناقش رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، خلال اجتماع مع رئيس أركان “الجيش”، هرتسي هاليفي، في الكيريا (مقر وزارة الأمن في تل أبيب)، كفاءة “الجيش”، على خلفية أزمة رفض الامتثال للخدمة احتجاجاً على التعديلات القضائية.
وشارك في النقاش وزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس حزب “شاس” أرييه درعي، الذي اقتطع إجازته للمشاركة في الاجتماع، وقائد سلاح الجو اللواء تومر بار، إضافةً إلى كبار أعضاء هيئة الأركان ورئيس مجلس “الأمن القومي”.
وخلال الاجتماع، قدم وزير الأمن ورئيس الأركان وجنرالات “الجيش”، لرئيس الوزراء، صورةً عن الوضع في ما يتعلق بكفاءة “الجيش”، بحسب الإعلام الإسرائيلي.
كما اتفق جميع المشاركين في المناقشة على وجوب “إبقاء الخلافات السياسية خارج الجيش الإسرائيلي”.
لكن الإعلام الإسرائيلي حلّل أبعاد الاجتماع، ومسارعة نتنياهو إلى الاجتماع مع رئيس الأركان، معتبراً أنّ “التهديد الحقيقي الوحيد، هو نية قادة الأمن عرض الواقع الأمني على الجمهور، في ضوء الأزمة التشريعية”.
وفي السياق، قال مراسل الشؤون السياسية في “القناة 13″، سيفي عوفاديا، إنّ نتنياهو “وبّخ قادة الجيش على أقوال قائد سلاح الجو تومر بار في موضوع الضرر بكفاءة سلاح الجو”.
وأضاف عوفاديا أنّ “نتنياهو طلب إصدار نفي لها في حديث ارتفع إلى نبرة عالية، قائلاً: هذا جيش يسيطر على دولة، أنتم تضرون بالردع، لماذا تصدرون عناوين كهذا؟”، فيما رئيس الأركان ردّ بنبرة منفعلة: ” لا أستطيع الوقوف جانباً والكفاءة تتضرر”.
وبحسب ما ورد، فإنّ هناك بيانات متعلقة بالتداعيات العسكرية على “الجيش” بعد موجة رفض الخدمة، ستصدر في أيلول/سبتمبر المقبل، وسيتم التنسيق بشأنها بين الهيئات الثلاث، لكنّها لن تنشر في وقت واحد.
وأوضح موقع “i24news” أنّ البيانات “ستنقل المخاوف الجدية على مستوى التداعيات العسكرية، وأيضاً مسألة الانفصال عن سياسة بنيامين نتنياهو وقيادته، الأمر الذي سيتسبب بالصدمة”.
وكانت “القناة 12” قد نشرت تقريراً، أفاد بأنّ “رؤساء المؤسسات الأمنية الثلاث يعملون على التنسيق فيما بينهم بغية لجم التصعيد في حدة أزمة رفض الخدمة احتجاجاً على التعديلات القضائية، والتي تؤثر سلباً في منظماتهم، ولا سيما جنود الاحتياط”.
لكنّ المنظمات الثلاث تبرأت من التقرير ووصفته بأنّه غير صحيح، بحسب ما نقل موقع “i24news” الإسرائيلي.
أتى ذلك بعدما نقل الإعلام الإسرائيلي، في وقتٍ سابق اليوم، أنّ “قيادة الجيش لم تعد مستعدة لإخفاء حجم أزمة الكفاءة”، مؤكّداً أنّ “عدد الذين سيلغون التطوع احتجاجاً على التعديلات القضائية سيرتفع”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، حذّرت أمس، من تضرّر كفاءة سلاح الجو الإسرائيلي. وقالت المذيعة في “القناة 13” الإسرائيلية، إنّ “التحذيرات لم تعد عامة أو ضبابية أو مستقبلية، فالأزمة في سلاح الجو تتفاقم وتجبي ثمناً هاماً”.
وعلّق اللواء احتياط عاموس يادلين، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية، على التحذيرات بشأن عدم كفاءة “جيش” الاحتلال، مؤكّداً أنّ مسؤولية ما يحصل تقع على عاتق غالانت ونتنياهو.
وكان قائد سلاح الجو اللواء تومر بار، قد حذر مجدداً السبت، من أنّ “كفاءة جيش بلاده لن تعود كما كانت”، متخوفاً من أنها “ستشهد ضرراً أكبر بمرور الوقت”.
ودعا إلى “زيادة جرعة التدريبات العسكرية”، موضحاً أنّ “هناك ضرراً حقيقياً في الجيش الإسرائيلي، وخاصة سلاح الجو، لكن لا يمكن معرفة ما إذا كان سيكون هناك ضرر أكبر في غضون شهر أم لا”.
ويشهد كيان الاحتلال، منذ 30 أسبوعاً، احتجاجات غير مسبوقة للمستوطنين الإسرائيليين، بمشاركة جنود من الاحتياط وقادة من “الموساد” و”الشاباك” والشرطة ضدّ التعديلات القضائية، التي تصرّ الحكومة، بقيادة نتنياهو، على إقرارها.