أشار رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للجيش الإيراني، العميد أحمد رضا بوردستان إلى ضلوع السعودية في أحداث الشغب الأخيرة في البلاد.
وقال بوردستان في حوارٍ خاص أجرته معه وكالة أنباء “فارس” الإيرانية: “على النظام السعودي أن يعلم بأنّ إيران تُمارس ضبط النفس تجاهه إلا أنّ هنالك حدوداً لذلك”.
ولفت إلى أنّ “الولايات المتحدة غيّرت استراتيجيتها من الحرب الاستنزافية إلى حرب هجينة”، مضيفاً: “بعد أن جهّزت واشنطن أفراداً مُندسين وجندتهم في الميدان ووضعتهم قبالة القوات الأمنية، قامت بدعمهم لإشعال مواجهات وتنفيذ عمليات قتل”.
وأكّد أنّ الدول الداعمة للفوضى قررت إدخال العناصر الإرهابية لإشعال الفتن الإثنية والقبلية في كردستان وسيستان وبلوشستان، ثم في خوزستان، “إلّا أنّ يقظة الأجهزة الاستخبارية أفشلت مخططاتهم الخطيرة والمدمرة”، مشيراً إلى أنّ العمليات الميدانية للجماعات الإرهابية رافقها دعم إعلامي واسع ودبلوماسي معادٍ، لذلك قلت أنها حرب هجينة تمّ التخطيط لها في ثلاث طبقات استراتيجية وعملانية وتكتيكية.
وفي وقتٍ سابق، أكّد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في طهران، أمير موسوي، أنّ “السعودية أرسلت أموالاً لمثيري الشغب والأمن الإيراني اكتشفها”.
وشدد بوردستان على أنّ “إيران تحظى بالكثير من مكونات القدرة والصلابة العالية جداً ولا يمكن للحوادث أن تمسّ بها، وقد أدّى وجود هذه المكونات إلى صمود الشعب”.
وسائل إعلام معادية استخدمت “القصف الخبري”
ولفت بوردستان إلى أنه “في أعمال الشغب الأخيرة، استخدمت وسائل الإعلام المعادية، في عمل مشترك، جميع تقنيات وسائل الإعلام وجاذبيتها وبكميات ونطاق كبيرين للغاية نادراً ما شوهدت مثلها، وليس مبالغة أن نستخدم مصطلح القصف الخبري فيما يتعلق بحجم وكثرة الأخبار عن إيران، فالأخبار تتدفق مثل المدفع الرشاش بطريقة تسلب قوّة التفكير من الجمهور وتضع ما يريدونه في أذهانهم”.
وأضاف: “هناك مهمة أخرى غير مسؤولة ودنيئة لوسائل الإعلام المعادية، كانت تنسيق وتوجيه المشاغبين وتعليم أساليب التدمير والقتل وإبقاء ميدان الاشتباكات مشتعلاً، ويمكن القول بثقة أنّ وسائل الإعلام المعادية لعبت في أحداث الشغب الأخيرة دور القيادة والسيطرة، بتوجيه من أجهزة الاستخبارات والأمن الأجنبية”.
وصرّح بأنّ إيران واجهت حرباً معرفية عمل فيها العدو على خداع العديد من الشباب، موضحاً بأنّ عدداً ملحوظاً من الشباب الذين ألقي القبض عليهم خلال أحداث الشغب الأخيرة “أعربوا عن ندمهم وأيقنوا بأنّهم خُدعوا من قبل وسائل إعلام العدو، وأضروا بأنفسهم وأسرهم وبلادهم”.
وفي وقتٍ سابق، أحصت وكالة “فارس” الإيرانية أكثر من 38 ألف كذبة نشرتها وسائل الإعلام المعادية لإيران.
العدو لجأ إلى الفتنة لعدم قدرته على استخدام الخيار العسكري
وقال بوردستان: “المؤشرات الواضحة على قدرات البلاد العسكرية والقتالية أن الأميركيين لم يكونوا قادرين على تنفيذ الخيارات المطروحة على الطاولة، لذلك نرى أنهم بدافع اليأس والعجز لجأوا إلى إشعال أحداث الشغب والفتنة”.
ولفت إلى أنّ “لجوء نظام استكباري مثل النظام الأميركي، الذي يُعدّ بصورةٍ ما القوة العسكرية الأولى في العالم، إلى إثارة الفتنة والاستعراض في بيئة غير عسكرية، يبيّن ضعفه الشديد وعدم قدرته على القتال في حربٍ عسكرية”.
وأعلن بوردستان أنّه بالنظر إلى أنّ الأعداء غير موجودين على الساحة وأنّ وكلائهم يؤدون عنهم مهامهم في الميدان، فإن “ردّنا بالتأكيد لا يمكن أن يكون واضحاً وظاهرياً لأننا لا نرى العدو أمامنا لنقاتله. لهذا السبب، فإنّ أساليبنا لمواجهة الحرب الهجينة للعدو هي استخدام قدراتنا الهجينة”.
وتابع القائد العسكري: “يعرف الأميركيون وكذلك الأوروبيون وأيضاً النظام السعودي أنّ لدينا أدوات قوية جداً تحت تصرّفنا لنستخدمها بصورةٍ هجينة ضدهم، وبحسب خبرتي في القوات المسلحة لا بدّ لي من القول إنّ كل ممارسات الأعداء سيتم الرد عليها بالتأكيد وهذا الرد سيكون بالتأكيد للأعداء رداً باعثاً على الندم”.
وأشار إلى أنّ “العدو بعث أفراداً مندسين تحت غطاء سياح وزوار وعلماء، عملوا بعد دخولهم البلاد على تجنيد البعض من أصحاب السوابق والمشبوهين”، وأردف: “الأميركيون وظفوا في الفتنة الأخيرة خبراتهم التي حصلوا عليها من كل الفتن”.
وأضاف أنّ “هدف العدو من هذه الفتنة كان توريط البلاد في حربٍ أهلية إلا أنّه تمّ إجهاض هذه الفتنة في ظلّ توجيهات قائد الثورة وحنكته، وشجاعة القوات المتواجدة في الساحة”.
ابن سلمان عميل الموساد وأميركا
وتابع بوردستان: “علينا أن نقبل حقيقة أن محمد بن سلمان تدرّب على يد الأميركيين. لقد درس في أميركا وأساتذته كانوا من ضباط الموساد وهو أحد العملاء الرئيسيين للموساد وأميركا في المنطقة”.
ولفت إلى أنّ إبن سلمان “أظهر عداءه، بينما كان القادة السعوديون السابقون مهتمين بتخفيف التوترات إلى حدٍّ ما وهو ما رأيناه يحدث على مستويات عديدة. ومن الأمثلة على ذلك التسهيلات التي وفّروها لحجاجنا”.
وقال: “إيران وفقاً لقدراتها وإمكانياتها تمتلك القدرة التي يمكنها من خلالها أن تُنفّذ إرادتها في المنطقة، وباعتقادي أنّ إيران مارست ضبط النفس حقاً خلال الأحداث الأخيرة”.
وأردف: “شعرت أنا شخصياً أنّه كان من المناسب أن تتلقى السعودية صفعة قوية في هذه الفتن من خلال الطاقات الموجودة في المنطقة لكنني أرى بأنّ المسؤولين لدينا يمارسون ضبط النفس كما هو الحال دائماً. ومع ذلك، يجب أن تعلم السعودية بأنّ ضبط النفس له حدود، ولو أرادت تصعيد أعمالها العدائية، فإنّ ردّنا على هذه الأعمال سيكون رداً باعثاً على الندم بالتأكيد”.