لليوم الخامس على التوالي، تواصل وحدات إدارة السجون الاحتلالية القمعية ترافقها قوات حرس الحدود في غالبية المعتقلات بنقل الأسرى وعزلهم واستفزازهم والتنكيل بهم، فيما اقتحمت قوات، في إطار البحث عن الأسرى الفارين، مسجدي الفاروق وأبو عبيدة في قرية زلفة قرب أم الفحم داخل الخط الأخضر، لفحص تسجيلات الكاميرات ضمن عملية البحث المتواصل عن أسرى نفق الحرية الستة من سجن جلبوع.
وقال محمد إمارة إمام مسجد الفاروق في حديث لـ “الجرمق” إن قوة من الشرطة الإسرائيلية والمخابرات اقتحمت منزله صباح أمس واخضعته للاستجواب عن المسجد قبل أن تقتاده إليه وإجباره على تشغيل تسجيلات الكاميرات لفحصها. وتابع أن القوات الإسرائيلية عادت بتسجيلات الكاميرات إلى الأيام الثلاثة الماضية بحثًا عن الأسرى للوصول لطرف خيط يقود إليهم. وقال إن هذا التفتيش والاقتحام طال أيضا بعض المساجد المحيطة بالمنطقة في قرى طلعة عارة شمال أم الفحم.
وحذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من أن استمرار وتيرة القمع بحق المعتقلين سيؤدي لتفجير الأوضاع، وأن الأسرى من كل الفصائل سيتخذون خطوات تصعيدية حتى العصيان والتمرد خلال الأيام المقبلة إن استمر الوضع بهذه الطريقة”. وبينت أن إدارة السجون نقلت أكثر من 400 أسير خلال الأيام الثلاثة الماضية ووزعتهم على باقي السجون، كما عمدت إلى تحويل السجون إلى زنازين وإغلاق المغاسل والكانتين. ودعت الهيئة إلى أوسع حالة استنفار ومشاركة شعبية ورسمية في كل الفعاليات والأنشطة الميدانية والسياسية والشعبية المساندة للأسرى.
وفي مواجهة الهجمة الاحتلالية الجنونية، ونصرة للأسرى المحررين الذين لا يزالون قيد الأسر، دعت فصائل فلسطينية، إلى اعتبار اليوم الجمعة، “يوم غضب” ضد الاحتلال، بينما دعت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، “جماهير شعبنا لإعلان الغضب العارم والتصعيد الشامل والاشتباك المفتوح مع الاحتلال على مواقع التماس إسنادًا للأسرى في معركتهم”.
يذكر أن الوضع في مدن الضفة الغربية من جنوبها إلى شمالها وكذلك القدس، يغلي بعد ليلة دامية اشتعلت فيها الأراضي الفلسطينية عن “بكرة أبيها”، وذلك تلبية لدعوات أطلقها نشطاء وأحزاب ومؤسسات حقوقية فلسطينية في محاولة للضغط على القوات الإسرائيلية التي تمارس حملة شرسة وممنهجة بحق السجناء الفلسطينيين.
من جانبه دفع جيش الاحتلال من جديد بآلاف الجنود للبحث عن الأسرى الهاربين من سجن “جلبوع”، وكشف النقاب أنه تقرر زيادة القوات التي تشارك في عمليات البحث ومساعدة فرق الشرطة بثلاث كتائب قتالية و 7 سرايا، تضم عناصر استخباراتية وتكنولوجية. وقال في بيان إنه بعد تقييم الوضع الأمني بإشراف رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي، تقرر تعزيز القوات العسكرية في الضفة، بوحدات مقاتلة ورصد جوي للمساعدة في اعتقال الأسرى.
جاء ذلك في الوقت الذي يواجه فيه الأسرى داحل السجون عمليات قمع ممنهجة، انتقاما منهم بعد عملية الهروب، وتشمل عمليات القمع اقتحام الغرف ونقل أسرى إلى سجون أخرى، وتقليص مدة “الفورة” وأغلاق “كانتين” السجون.
وأعلنت قيادة الأسرى، حالة “النفير العام” والتمرد على قرارات السجان، كرد على هذه الحملات الشرسة التي تهدد حياة العديد منهم، كما أوعزت للأسرى للدفاع عن أنفسهم بكل السبل الممكنة والمتاحة، وعدم الركون أو الاستسلام أمام هذه الإجراءات القمعية.
وفي السياق وصفت مفوضة مصلحة السجون الإسرائيلية، كيتي بيري أمس، فرار الأسرى، بأنه “حدث صعب، مزلزل ومؤسف وله تبعات كثيرة”. وحسب بيان مصلحة السجون، فإن بيري قررت تنفيذ حملة تفتيش في الزنازين، وإضافة سجانين إلى الاقسام في السجون وإغلاق زنازين الأسرى طوال النهار.
وانتقل التحقيق في فرار الاسرى إلى الوحدة الدولية للتحقيقات في الجرائم الخطيرة في “لاهف 433” التابعة للشرطة، بعدما كان التحقيق يجري في الوحدة المركزية التابعة للمنطقة الشمالية، وذلك إثر الحاجة إلى تفرغ محققين لأحداث أخرى. وتواصل الوحدة القطرية للتحقيق مع السجانين عملية تقصي حقائق حول احتمال مساعدة بعضهم للأسرى.
وجرى التحقيق مع 19 سجانا حتى الآن، فيما نقل موقع صحيفة “هآرتس” الإلكتروني عن ضابط كبير في الشرطة الإسرائيلية قوله إنه لا يوجد دليل حتى الآن حول تعاون بين سجانين والأسرى الفارين. وواصلت الشرطة، أمس، الحصول على إفادات سجانين آخرين.
القدس العربي