في اليوم الـ95 للعدوان على قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 9 ضباط وجنود وإصابة 27 آخرين خلال الساعات الـ24 الماضية، وقال إنه وسّع عملياته في خان يونس جنوبي القطاع، بينما خاضت المقاومة اشتباكات عنيفة مع قواته شمالا.
وبالتوازي، واصل الاحتلال استهداف المدنيين في مناطق عدة بالقطاع مخلفا شهداء ودمارا، كما نفذ اقتحامات جديدة بـالضفة الغربية المحتلة.
في غضون ذلك بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين تتناول المرحلة التالية للحرب، في وقت قالت فيه تل أبيب إنها تتجه لخفض وتيرة عملياتها بغزة.
خسائر فادحة للاحتلال
فقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الثلاثاء- مقتل 9 من ضباطه وجنوده وإصابة 27 آخرين في المعارك الدائرة في غزة، وقال إنه وسّع عملياته جنوبي القطاع، بينما اندلعت اشتباكات عنيفة شماله.
وأقر جيش الاحتلال بهذه الخسائر الإضافية على دفعتين، وقال إن الضباط والجنود لقوا مصرعهم خلال الساعات الـ24 الماضية في اشتباكات وسط وجنوبي القطاع، حيث يتركز القتال بين المقاومة والقوات الإسرائيلية.
وبالإضافة إلى القتلى التسعة، قال الجيش الإسرائيلي إن 27 عسكريا أصيبوا خلال الساعات الـ24 الماضية في قطاع غزة.
من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن 5 من العسكريين القتلى لقوا مصرعهم في انفجار شاحنة كانت تحوي مواد متفجرة معدة لتدمير أنفاق في غزة، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 30 ضابطا وجنديا أصيبوا في الانفجار.
وبذلك يرتفع عدد العسكريين الإسرائيليين القتلى المعلن عنهم إلى 191 منذ بدء العملية البرية في غزة يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويرتفع العدد الإجمالي إلى 519 منذ عملية طوفان الأقصى.
عمليات للمقاومة
من جهته، قال أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إن “مجاهدي القسام دمروا الأسبوع الماضي 42 آلية عسكرية إسرائيلية كليا أو جزئيا وأجهزوا على 22 جنديا من المسافة صفر”.
وأضاف أن القسام أوقعت العشرات من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح في 52 مهمة استهدفت فيها قوات إسرائيلية بقذائف وعبوات مضادة للتحصينات.
وأكد أن القسام نسفت منزلا وفجرت 4 مداخل أنفاق وحقل ألغام في جنود الاحتلال، وأطلقت صاروخ أرض-جو على مروحية في سماء القطاع.
وقالت كتائب القسام إنها أفشلت محاولة إسرائيلية لتحرير أسرى بعد تسلل قوة خاصة إلى مخيم البريج وسط قطاع غزة.
كما أعلنت القسام أن مقاتليها استهدفوا قوة إسرائيلية بعبوة مضادة للأفراد وأوقعوها بين قتيل وجريح في بني سهيلا شرق خان يونس بجنوب قطاع غزة.
وفي خان يونس أيضا، قالت الكتائب إنها دمرت دبابة إسرائيلية من طراز ميركافا بقذيفة من طراز “الياسين 105″، مضيفة أن النيران اشتعلت في الآلية التي تصنف بأنها من بين الدبابات الأكثر تحصينا في العالم، والأقوى في أرض الحرب.
كما أعلن الجناح العسكري لحركة حماس أن مقاتليه قنصوا 4 جنود إسرائيليين ببندقية الغول القسامية شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
من جهتها، قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– إنها قصفت بقذائف الهاون مقر قيادة ميدانية لقوات الاحتلال في محيط تبة “الكرد” بمحاور التقدم شمال شرق خان يونس.
غارات على غزة
وقد أفاد مراسل الجزيرة بأن طائرات الاحتلال شنت غارات على بلدتي الزوايدة والمصدر وشرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة، كما شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على خان يونس جنوبي القطاع.
وقد ناشد ناجون فلسطينيون -كانوا عالقين في مدرسة الشهيد محمد الدرة بمنطقة قيزان النجار في خان يونس- الصليب الأحمر للتدخل وانتشال 5 شهداء من عائلة واحدة لا تزال جثامينهم داخل المدرسة التي تؤوي نازحين.
ومن جانبها، قالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن قذيفة أصابت مأوى في خان يونس تابعا لها يضم أكثر من 100 موظف وعائلاتهم.
أما وزارة الصحة في غزة فقالت إن مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع استقبل جثامين 57 شهيدا، و65 مصابا، جراء القصف الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية، وأضافت أن نحو 126 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 241 خلال الساعات الـ24 الماضية.
كما أعلنت الوزارة -في بيان، اليوم الثلاثاء- ارتفاع حصيلة الشهداء نتيجة العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر إلى 23 ألفا و210 شهداء، إضافة لإصابة 59 ألفا و167 آخرين، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تصعيد متواصل بالضفة
وصف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ما يحدث في الضفة الغربية بالخطير، وقال إن العدو ينكل بالأهالي هناك، مشيرا إلى أن عدد الشهداء وصل إلى أكثر من 350 شهيدا منذ طوفان الأقصى.
في المقابل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن قادة الأمن حذروا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اقتراب الضفة الغربية من تصعيد كبير.
واستشهد فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي بزعم محاولته القيام بعملية طعن في الضفة الغربية، وشنت قوات الاحتلال عمليات اقتحام جديدة لعدد من المدن والقرى واعتقلت عددا من الفلسطينيين.
وفي سياق متصل أصيب 14 فلسطينيا برصاص الاحتلال خلال اقتحامها لمخيم عسكر القديم شرق مدينة نابلس بالضفة المحتلة، حيث تصدى الشبان للقوات المقتحمة.
وشيّع أهالي طولكرم جثامين 3 شهداء اغتالتهم قوات الاحتلال، وانطلق موكب تشييع جثماني شهيدين منهم من مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في طولكرم، في حين شيع جثمان الشهيد الثالث في مدينة طولكرم.
جبهة لبنان
تصاعدت حدة التوتر على الحدود الجنوبية اللبنانية مع تصاعد عمليات القصف المتبادلة بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت أكد فيه المتحدث العسكري الإسرائيلي اغتيال مسؤول الوحدة الجوية التابعة لحزب الله.
وقال مراسل الجزيرة إن مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة في محيط بلدة الغندورية في محافظة النبطية مما أدى إلى مقتل 3 أشخاص.
في المقابل، أعلن حزب الله أنه استهدف بالصواريخ الموجهة تجمعا لجنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط ثكنة أدميت وحقق إصابات مباشرة في صفوفهم.
كما ذكر الحزب أنه استهدف بالصواريخ الموجهة “التجهيزات التجسسية المستحدثة” في موقع بياض بليدا العسكري الإسرائيلي، كما هاجم اليوم أيضا موقع المالكية الإسرائيلي قبالة الحدود الجنوبية للبنان.
كما أعلن الحزب استهدافه ثكنة يفتاح وتجمعا للجنود قرب ثكنة أدميت ومواقع المالكية والبغدادي وحانيتا.
وأفاد مراسل الجزيرة بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة.