حظي هجوم إيران على إسرائيل بإشادة الكثير من الفلسطينيين في قطاع غزة يوم الأحد باعتباره ردا نادرا على حملتها العسكرية على القطاع، غير أن البعض أعرب عن اعتقاده بأن طهران نفذت الهجوم بغرض استعراض القوة وليس لإلحاق أضرار فعليه بإسرائيل.
وقال أبو عبد الله (32 عاما) مستخدما كنيته بدلا من اسمه الكامل “لأول مرة شفنا (رأينا) بعض الصواريخ اللي ما نزلت علينا وكانت رايحة باتجاه الأراضي المحتلة”، في إشارة الى الأرض التي أصبحت إسرائيل في عام 1948 وليس الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتابع قائلا “إحنا بنأمل إنه إذا إيران دخلت الحرب الحل لغزة ممكن أقرب من أي وقت مضى… الأمريكان راح يضغطوا ليحلوا الأزمة في غزة اللي هي جذر المشكلة”.
ويشعر كثيرون في قطاع غزة بأن دول الجوار في الشرق الأوسط تخلت عنهم منذ بدأت إسرائيل حملتها العسكرية التي تسببت حتى الآن في مقتل أكثر من 33 ألفا. وشنت إسرائيل تلك الحملة بعد هجوم نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول وأدى وفقا لما تقوله إسرائيل إلى مقتل 1200 واحتجاز 253 رهينة.
لكن الدعم جاء من إيران ومن وكلائها في المنطقة، وهم حلفاء لحركة حماس التي تحكم غزة. ووصفت سوريا وجماعة الحوثي اليمنية الضربة الإيرانية بأنها مشروعة.
وقال حزب الله اللبناني في بيان إنه “يتوجه بالتبريك والتهنئة لقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها المجاهد على الهجوم النوعي وغير المسبوق باستهداف كيان العدو الظالم والمعتدي. ويشيد بالقرار الشجاع والحكيم بالرد الحازم على العدوان الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق”.
وفي أول تعليق على التصعيد بين إيران وإسرائيل، قال العميد طارق محمد عبدالله صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن المدعوم من السعودية “النظام العربي وبإجماع أدان استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في سوريا كما يدين دوما استهداف الحرس الثوري الإيراني للعواصم العربية بمعسكراته الطائفية في اليمن والعراق ولبنان وغيرها”.
وتابع “لن نقف مع إسرائيل ضد إيران، ولن نقبل بالسيطرة الإيرانية المذهبية على دولنا”.
وجرى تداول لقطات من القطاع تظهر الكثير من السكان، بينهم نازحون في خيام، وهم يهتفون في فرحة الله أكبر بعد أن أضاءت السماء بالصواريخ الإيرانية وانطلاق الدفاعات الإسرائيلية لاعتراضها.
وقال ماجد أبو حمزة (52 عاما) من مدينة غزة وهو أب لسبعة أبناء إن من يقرر مهاجمة إسرائيل ويجرؤ على ذلك في وقت يعمل فيه العالم كله لصالحها هو بطل في أعين الفلسطينيين بغض النظر عن التوافق الكامل مع أيديولوجية إيران من عدمه.
وتابع قائلا “إحنا بننذبح من أكتر من ست شهور وما في حدا أجته جرأة يعمل شي.. اليوم لما إيران ردت على قصف سفارتها هاد شي أفرحنا”.
وشنت إيران الهجوم ردا على ضربة يشتبه بأنها إسرائيلية على قنصليتها في سوريا في الأول من أبريل نيسان أدت إلى مقتل عدد من كبار الضباط في الحرس الثوري. وجاء ذلك بعد اشتباكات مستمرة منذ أشهر بين إسرائيل وحلفاء لإيران في المنطقة بسبب الحرب في قطاع غزة.
دافعت حركة حماس عن هجوم إيران وقالت في بيان “نعتبر العملية العسكرية التي قامت بها الجمهورية الإسلامية في إيران ضد الكيان الصهيوني المحتل حقا طبيعيا وردا مستحقا على جريمة استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال عدد من قادة الحرس الثوري فيها”.
وقالت لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية، وهي جماعة مسلحة في غزة تقاتل إسرائيل إلى جانب حماس، إن المشاركة الإيرانية قد تعزز القضية الفلسطينية وأضافت أن ذلك يشكل لإسرائيل المسمار الأخير في نعشها على حد وصفها.
ودافعت حركة الجهاد الإسلامي، التي تتلقى دعما ماليا وعسكريا من إيران مثل حماس، عن الهجوم الإيراني ونددت بالدول التي قالت إنها “جعلت من نفسها جدار حماية للدفاع عن الكيان”.
لكن الهجوم الإيراني لم يحظ بتأييد الجميع. ويرى بعض الفلسطينيين أن الهجوم ما هو إلا محاولة من إيران لحفظ كرامتها ليس أكثر.
وقال منير الجاغوب، أحد سكان الضفة الغربية المحتلة، على صفحته على فيسبوك “تم إسدال الستار على مسرحية الحفاظ على ماء الوجه واللعب في إطار القوانين المتفق عليها. الوحيد الذي يدفع الثمن من لحمه ودمه هو الشعب الفلسطيني”.
وقال آخرون على مواقع للتواصل الاجتماعي إنهم يعتقدون أن الهجوم متفق عليه مع الولايات المتحدة حتى لا يتسبب في أي أضرار في إشارة للساعات الطويلة التي استغرقها وصول الطائرات المسيرة لمناطق قرب إسرائيل وأضافوا أن ذلك منح إسرائيل الكثير من الوقت لإسقاطها.
وفي تلك الأثناء واصلت إسرائيل ضرباتها العسكرية على قطاع غزة وقتلت 43 فلسطينيا وأصابت 62 في الساعات الأربع والعشرين الماضية وفقا لما ذكرته وزارة الصحة في القطاع.
وذكر مسعفون وسكان أن امرأة فلسطينية قُتلت وأصيب 23 آخرون عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار على عشرات الأشخاص الذين حاولوا العودة إلى مناطق شمال غزة من الجنوب.
ولم تعلق إسرائيل على وفاة المرأة.
المصدر : swissinfo